ليبيا: في ظل تعثر التسوية السياسية من يحكم ليبيا؟

يبدو أن آفاق بنود الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات المغربية في 17 ديسمبر الماضي بين الفرقاء السياسيين أضحت تضيق شيئا فشيئا لعدة أسباب سواء تلك المتعلقة بعيوب وإخلالات جوهرية تضمنها الاتفاق، أو نتيجة تعنت

أحد الأطراف ذات العلاقة فكلما أنجزت خطوة إلى الأمام تحصل مستجدات ومعارضات من هنا وهناك لتتخذ خطوات في الاتجاه المعاكس.

فقد شكل دخول المجلس الرئاسي ورئيسه فايز السراج للعاصمة طرابلس وبطريقة سلسة تنفّس الجميع الصّعداء لكن فجأة اصطدم الكلّ بلاءات البرلمان المعترف به دوليّا وعرقل جلسة المصادقة على الحكومة. لم يمنع ذلك المجلس الرّئاسي من مباشرة أعماله وسارع بضمان ولاء مصرف ليبيا المركزي والمؤسّسة الوطنيّة للنّفط بعد ذلك عقد المجلس الأعلى للدولة أول جلساته ،كل هذا جميل فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة أولى.

المجلس الرّئاسي توقف عند تلك الخطوات حيث لا شيء رسميّا لحدّ الآن يؤكّد انعقاد جلسة البرلمان في «غدامس» للمصادقة على الحكومة. لتتواصل التجاذبات السياسية في ليبيا إذ غابت وتغيب الرؤية والإستراتيجية الواضحة فحتى في ما يتعلق بالاستعداد لتحرير مدينة «سرت» من تنظيم «داعش» الإرهابي سيطرت عليها الخلافات حول تركيبة القيادة العسكريّة المشتركة ويجانب الصّواب والحقيقة من يعتقد أنّ وزير دفاع حكومة الوفاق العقيد المهدي البرغثي بإمكانه النجاح في اتصالاته مع ضباط الغرب والجنوب والشرق للتأليف بينهم تمهيدا لإعلان تلك القيادة المشتركة فلا ضباط فجر ليبيا يقبلون العمل تحت سلطة ضباط الكرامة ولا العكس بالعكس. وفي مثل هذا المأزق سوف يضطر البرغثي الى تعيين قيادة عمليات تحرير سرت من طرف واحد وهو معلوم أي فجر ليبيا.

وعلى وجه التحديد من ضمن قيادات كتائب مصراتة أو أحد أبنائها من ضباط رئاسة أركان طرابلس ورغم السرية والتكتم الذي طبع اتصالات ومشاورات المهدي البرغثي في خصوص تركيبة القيادة العسكرية المشتركة إلا أن مصادر خاصة بـــ»المغرب» كشفت أن العقيد سالم جحا أصيل مصراتة ينطلق بأوفر الحظوظ ليكون قائد عملية تحرير «سرت» ومكافحة الإرهاب.

مما يمهّد لطرح السؤال التالي وعلى علاقة بما كشفه المصدر الخاص حول تعيين سالم جحا على رأس قيادة محاربة الإرهاب وعلى علاقة أيضا بسيطرة مصراتة ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115