قوات حفتر وقوات السراج ،دون تمكن حفتر من فتح منفذ ودخول العاصمة ولا تمكن قوات السراج من دحر قوات الجيش القادم من شرق البلاد .
الة الحرب في طرابلس حصدت إلى حد الآن العشرات بين قتلى ومصابين بينهم مدنيون أبرياء ومخاطر تهدد المهاجرين المحتجزين داخل مراكز الإيواء بطريق السكة وغيرها من مناطق طرابلس، معلوم بان المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة عجزت عن وقف الحرب وتحاشي وقوع الأسوأ ومما يزيد من حجم التخوفات جراء تصميم الأطراف المتحاربة على الاستمرار في الحرب تأكيد مصدر من القيادة العامة للجيش الليبي بان الجيش بعد إعلان عملية تحرير طرابلس من المليشيات لا يمكنه التراجع إلى الوراء، سيما بعد النجاح في تنفيذ الهجوم بحسب رأي المصدر من خلال السيطرة على مناطق ورشفانه –وادي الربيع – جنزور وانضمام قوات من ترهونة والعجيلات وغريان بأكملها وقرب انضمام قوات من بني وليد وتسجيل انقسامات في مصراتة.
في الجانب المقابل تقف القوات الموالية للسراج مصممة هي أيضا على رد وصد هجوم الجيش وتواصل حشد قواتها لحسم الموقف، حسم يبدو انه لن يكون بقريب بالنظر الى طبيعة ساحة الصراع والحرب، طالما أن الأمر يتعلق بالصراع المسلح للسيطرة على مدينة في حجم طرابلس،السراج أيقن هذه المرة بان وجوده على رأس السلطة مهدد ومرتبط بنجاح ما يعرف بقوة حماية طرابلس إفشال هجوم حفتر، لذلك استنجد السراج بكل الأطراف المعارضة لحفتر،سرايا الدفاع عن بنغازي التنظيم المصنف عربيا تنظيما إرهابيا، بقايا مقاتلي إبراهيم الجضران،كتائب من مصراتة متهمة بالولاء لتنظيمات إرهابية استنجد بوزير دفاعه السابق المهدي البرغثي الذي تمت إقالته على خلفية تورطه في مجزرة براك الشاطئ التي راح ضحيتها حوالي 70 من أفراد الجيش .
اما حفتر ومن الجانب العسكري لا يحتاج إلى أحد حيث أن الجيش الذي يقوده يعد أكثر من ستين ألفا ويسيطر على 14 قاعدة عسكرية جوية من جملة 17 قاعدة في ليبيا ،غير أن حفتر متهم بإحتضان المجموعات السلفية في صفوف جيشه إضافة إلى وجود كتيبة أثارت الجدل وهي المسماة بكتيبة أوبياء الدم، كما يتهم حفتر بالتعامل مع جماعة العدل والمساواة السودانية رغم نفي القيادة العامة للجيش في مناسبات سابقة وجود تعاون وتواصل مع تلك الجماعات كل المؤشرات تثير المخاوف والقلق من إنفجار الوضع في طرابلس وحريق قد تتجاوز تداعياته حدود ليبيا ومن هنا جاءت تأكيدات دول الجوار العربية مصر – تونس ودول الإقليم إيطاليا وفرنسا على ان التركيز يجب أن ينصب على وقف الحرب ، العودة للمسار السياسي وإنجاز المؤتمر الجامع.
الحاجة للقاء جديد بين حفتر والسراج
بات جليا بأن الحل عند حفتر والسراج، فالقائد العام للجيش بإمكانه اتخاذ موقف تاريخي بوقف هجومه، والحالة الليبية بتعقيداتها لن تحل إلا سلميا، وبذلك يجنب طرابلس حمام دم لا أحد يدرك نهاياته المأسوية. أما السراج بإمكانه التخلي عن بعض المليشيات المتطرفة ورفع يدها عن مؤسسات الدولة وابعاد الأشخاص المتورطين في انتهاكات موثقة شرط أن لا يحسب كل من حفتر والسراج تلك القرارات الشجاعة خسارة لهما لأن الرابح هو الشعب الليبي وليبيا التي تسع الجميع بعد ان تحملوا فشل الساسة لمدة 8 سنوات وسط حلم ببناء دولة مدنية ديمقراطية شأن شعوب العالم.الفرصة مازالت قائمة ولقاء جديد بين حفتر والسراج وقرارات شجاعة بضمانات دولية فعلية ووقف التدخلات الخارجية ربما يكون آخر فرصة لإنقاذ سفينة الليبيين من الغرق.