السبع ،حيث دعا البيان الختامي للاجتماع الى الوقف الفوري للتصعيد وفسح المجال للمسار السياسي. فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة ومغلقة في ذات الإطار بدعوة من بريطانيا وطالب البيان الختامي هو أيضا الجيش الليبي بوقف الهجوم على طرابلس ..
معلوم بأن التصعيد الدراماتيكي للأحداث العسكرية جاء تزامنا مع تواجد الامين العام للأمم المتحدة في طرابلس ومنها تحول الى برقة اين اجتمع مع رئيس البرلمان ثم لاحقا تحول الى مقر القيادة العامة للجيش وإلتقى القائد العام خليفة حفتر .الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن قلقه من التصعيد الحاصل وطالب بوقف العملية، لكن القائد العام كان صريحا بتذكير الأمين العام بسجل المليشيات الحافل بالجرائم والانتهاكات ونهب المال العام وفشل الأمم المتحدة في معالجة الأزمة ، المشير حفتر ختم بالتأكيد على استمرار العملية في تحقيق أهدافها المرسومة .يشار على ان التعليمات العسكرية صدرت أمس للمرة الثانية لأفراد القوات المسلحة عل تخوم طرابلس بضرورة الالتزام بالقانون المحلي والدولي وحماية المدنيين والأملاك العامة والخاصة وحسن معاملة الأطراف المقابلة .
المواقع التي يسيطر عليها الجيش
ميدانيا حافظت قوات الجيش على المواقع التي سيطرت عليها اي قصر بن غشير – واد الربيع – سوق الخميس ومطار طرابلس الدولي في إنتظار وصول تعزيزات عسكرية قادمة من الجنوب والمتمثلة في قوات اللواء 73. كما إلتحق أمس اللواء التاسع من ترهونة بدعم الجيش وبحسب مصادر خاصة بـ«المغرب» فإن الجيش يستعد لتنفيذ هجوم على وسط طرابلس من جميع المحاور بما فيها جهة البحر، وتوقعت تلك المصادر ان تشهد أطراف العاصمة مواجهات عنيفة في حال صممت المليشيات على رفع السلاح في وجه الجيش. وقللت المصادر من اهمية الدعم القادم من مصراتة لإخوان طرابلس،و على حد وصف تلك المصادر المؤكدة بأن المعلومات المتوفرة لدى الجيش فإن تعداد السيارات المسلحة القادمة من مصراته لا يتعدى المائة سيارة ومن التطورات المسجلة مؤخرا اصدار اعيان ومشايخ الزنتان لبيان تضمن الدعم الكامل لتحرك الجيش، وطرد الميلشيات من طرابلس وغرب البلاد وإنهاء مرحلة فوضى الميليشات الحافلة بالجرائم من قطع الرؤوس والاختطاف والمجازر ونهب المال العام، وأكد بيان أعيان الزنتان رفع الغطاء الاجتماعي عن آمر المنطقة العسكرية الغربية التابع للسراج اسامة جويلي .
السراج في ورطة
ليس خفيا ولا سرّا أن السراج فشل في تنفيذ ولو بند من الاتفاق السياسي بتجاهل أهم بند وهو المتعلق بالترتيبات الامنية وبدل اخراج الميلشيات فإنه راهن عليها مما جعله رهينة لدى قادتها والسراج لم يلتزم بمخرجات مؤتمرات ولقاءات فرنسا باليرمو والإمارات .السراج كان لديه بديل اخر هو توحيد مليشيات الزنتان –طرابلس ومصراتة لعدة اعتبارات منها مستوى تسليح تلك الاطراف. ونسي السراج بان هذا البديل محكوم بالفشل .
حيث ان الزنتان ومصراتة تتبادلان العداء وحرب مطار طرابلس الدولي شاهد ودليل، و من جانب ثان مليشيات طرابلس ترفض دخول اي قوة من مصراته. السراج حاول خلق قوة تحميه بإصدار قرار انشاء الحرس الرئاسي لكن المبادرة فشلت .كما تأخر السراج كثيرا وطويلا في موضوع تفعيل الجيش وعندما حاول التدارك تخلى عنه .
ويجمع المراقبون على ان السراج في ورطة وقد باغته حفتر بالهجوم على طرابلس، ويراهن رئيس الرئاسي حاليا على قرار ملزم من مجلس الامن الدولي يجبر حفتر على وقف الزحف . وهكذا قرار في ظل تشابك المصالح الدولية والانقسامات بين الدول دائمة العضوية داخل مجلس الامن من الصعب اصداره بسبب وجود فرنسا وروسيا والصين الذين يدعمون حفتر وإمكانية استعمالهم حق الفيتو . وبالتالي لن تقدر اي دولة على التدخل العسكري المباشر لذلك السبب والمعطيات اكدت قيادة الجيش رفض وقف العملية قبل تحرير طرابلس . والسؤال المطروح هل يتحمل السراج كامل المسؤولية فيما الت اليه الاوضاع في طرابلس ام ان المسؤولية على عاتق اطراف اخرى ؟.
بداية انه من الاجحاف لوم السراج وحده خاصة وان هذا العجز وضعف ادائه يأتي لعدة اسباب منها ماهو محلي وماهو خارجي .محليا تخلى عنه حتى زملائه بالرئاسي بين مستقيل ومجمد نشاطه . السراج تجاهل دور القبائل وارتمى في احضان جماعة الاخوان والجماعة الليبية المقاتلة .لكن التحولات الاقليمية و في دول الجوار لعبت لغير صالح الاخوان .
دوليا ونعني بدرجة اولى الامم المتحدة من خلال بعثتها تتحمل كامل المسؤولية في خرق الاتفاق السياسي بعدم تنفيذ الترتيبات الامنية لـ 3 سنوات وتداركت الخطأ فقط بعد حرب طرابلس .
المجتمع الدولي خذل السراج بعدم تحويل تعهداته الى أفعال وسماح الامم المتحدة لدول بعينها بالتدخّل السافر في ليبيا وإدخال السلاح والأموال للمجموعات المسلحة الموالية لها . ويرى الشق والطرف الداعم للجيش ان السراج اضاع فرصة لن تتكرر لإنقاذ طرابلس من حمام دم وإنقاذ نفسه من خلال إصدار قرار حلّ الميليشيات اعادة الامن للعاصمة وإنهاء فوضى السلاح .
اما وقد رجح خيار المواجهة فان السيناريو الوحيد امام ابعاد شبح الحرب عن طرابلس ، هو تدخل عقلاء قبائل المدن المحيطة للعاصمة واعيان طرابلس نفسها بإجبار الميليشيات على الخروج سلميا . علما بان اعيان القبائل الليبية قديما وحديثا نجحوا في ابعاد ووقف الحروب الاهلية .