الكاتب والمحلل السياسي العراقي ثائر عبطان حسن لـ«المغرب»: «قرار أمريكا بخصوص الجولان السوري ساهم في توحيد مواقف الفرقاء العرب»

قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي ثائر عبطان حسن لـ«المغرب» أنّ قرار ترامب بشأن شرعية إحتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية

وحّد الفرقاء العرب بكل تأكيد ، وسيضر بالمصالح الأمريكية في مِنطقة الشرق الأوسط ، وهو قرار ذو طبيعة إعلامية- دِعائية تخص الإنتخابات الإسرائيلية القادمة وتحدد مصير نتنياهو ومستقبلهِ السياسي بعد انفراط عقد تحالفه المتين مع وزير دفاعهِ السابق واليميني المتطرف ليبرمان .

وتابع الكاتب العراقي القول أن هذا القرار فاقد للشرعية الدولية بالأساس ، كون مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة هما المنظمتان الشرعيتان المسؤولتان عن الَّبت والفصل في مثل هكذا قضايا ، وبالتالي فلا قيمة سياسية لقرار ترامب على ارض الواقع .

وبخصوص تداعيات هذا القرار عربيا وإقليميا قال الكاتب ثائر عبطان حسن أنّها ستكون كبيرة بلا شك وبكل المعايير ، حيث بدأت ملامحها من تصريح الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط شديد اللهجة والذي أدان فيه وبأقصى العبارات القرار الأمريكي بضم الجولان للسلطة الإسرائيلية ، معتبرا القرار باطلا شكلاً وموضوعاً. أما من الناحية الدولية فأجاب محدّثنا أنّ «هذا القرار سيزيد من حدّة الخلافات المتصاعدة بين الولايات المتحدة من جهة ، ودول الاتحاد الأوربي وروسيا والصين والمكسيك والهند من جهة أخرى حيث تعاني أمريكا من توتر في علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع حليفاتها قبل اعدائها على خلفية الحرب التجارية التي شنها ترامب في سياساته الجديدة والتي تضمنت وضع رسوم ضريبية على المنتجات الأوربية والكندية والمكسيكية الواردة الى الولايات المتحدة والتي أضرت بإقتصاديات هَذِهِ الدول كثيراً، علما ان لدول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك مصالح إقتصادية وتجارية ضخمة مع الدول العربية بشكلِ عام والخليجية منها بشكلٍ خاص ، وهذهِ الدول غير مستعدة للتفريط في مصالحها القومية والإقتصادية لمؤازرة الحليف الأمريكي الذي أوغل كثيرا في إيذاء إقتصادياتها».

وفيما يتعلق بالحراك العربي اتجاه قرار ترامب بخصوص ضم الجولان للسيادة الإسرائيلية قال محدثنا ‘’ أعتقد بأنه سيتخذ أشكالاً عِدّة وقد يكون احد اشكالهِ ارتدادياً وربما ثأرياً ليس بسبب مسألة الجولان فحسب ، بل بسبب العديد من المواقف الامريكية العدائية اتجاه القضايا العربية الكبرى حيث لم تمرّ سوى أشهر قليلة على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل ، تزامن ذلك مع الإبتزاز بأبشع صوره الذي مارسته إدارة ترامب بالتعامل مع المملكة العربية السعودية حول تداعيات اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية في اسطنبول ، والشيء نفسه حصل أيضا مع قطر بذرائع شتى ، وهذا ماترك أثره على الحكومات الخليجية في إعادة النظر في تحالفاتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة عسكريا واقتصاديا ، لتدير اتجاه بوصلة تحالفاتها باتجاه الشرق صوب الدب الروسي- والتنين الصيني من أجل حماية مصالحها القومية العليا’ .

أشكال الضغط العربي
وعلى صعيد اشكال التحركات العربية الممكنة قال الكاتب العراقي أن من بين أحد أهم أشكال الحراك العربي المتوقّع والأكثر خطورة على المصالح الأمريكية باعتقادي، سيكون عبر منظمة أوپك وموضوعة الپترو- دولار التي تعمل الصين وروسيا وتركيا وإيران على تغييرها وإحلال اليوان الصيني والروبل الروسي بدل الدولار في التعاملات النفطية .
وأضاف «لا بدّ لنا ان نعلم بأن هنالك محاولات عملية وجادة من قبل منظمة أوپك وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والتي تتكون من 14 دولة في الوقت الحالي في إدخال روسيا وكذلك السودان ، وجنوب السودان ،وعُمان ، وماليزيا ، وإندونسيا ، والبحرين وكذلك المكسيك ، وهذا يعني نهاية الهيمنة الامريكية على أسعار النفط العالمية ومصادر الطاقة الكبرى ، وهذا يعني أيضا بداية النهاية لنفوذ الدولار في التعاملات النفطية العالمية وإن تحققت هذه الخطوة ، التي يقول أحد خبراء الإقتصاد عنها ، بأن قوة أمريكا العظمى لا بسلاحها النووي ولا بأساطيلها الحربية التي تجوب البحار عِرضا وطولا ، بل بالدولار الذي تطبعه ب عشرة سنتات وتبيع أطنان من ورقهِ بالمليارات، وإن غاب الدولار الأمريكي من بيع النفط وشرائهِ ، فإن ذلك يعني الخطوة الأولى بإتجاه أفول الإمبراطورية الأمريكية وإلى الأبد . ولكن ، هل ستقف الولايات المُتحدة مكتوفة الأيدي ازاء هذا السيناريو الخطير ، الجواب سيكون حاضرا وبكل تأكيد على سطوح حاملات الطائرات الحربية الرابضة في الخليج العربي وشواطئ البحر المتوسط» وفق تعبيره .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115