في اجتماع وزراء الخارجية العرب: إجماع على هوية «الجولان» السورية والقضيّة الفلسطينيّة في أعلى هرم الاهتمامات

انعقد يوم أمس اجتماع وزراء الخارجيّة العرب على هامش أشغال القمّة العربيّة الـ30 ،وذلك في سياق التحضيرات والمشاورات

التي تسبق قمة القادة والزعماء العرب المزمع التئامها يوم غد الأحد . ومثل اجتماع يوم أمس قاعدة تحضيرية لمشاريع القرارات التي سيتم تقديمها للرؤساء العرب قبل إقرارها في بيان رسمي توافقي. وناقش الاجتماع العديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة قبل رفعها إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثلاثين المزمع انعقادها يوم غد الأحد .

أجمع وزراء خارجية الدول العربية الحاضرون أمس في اجتماعهم التشاوري على محورية القضية الفلسطينية على رأس جدول اعمال القمة العربية الـ30 علاوة على مستجدات المشهد في كل من ليبيا سوريا العراق واليمن وسط دعوات لتطوير آليات العمل العربي المشترك في مواجهة مخططات التقسيم وأيضا في مواجهة المخاطر الارهابية التي تهدد امن واستقرار الدول العربية .

وفي كلمته الافتتاحية قال وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي -بعد تسلمه رئاسة القمة الـ30 من وزير خارجية السعودية ابراهيم العساف باعتبار احتضان المملكة العربية السعودية لأشغال القمة الـ29 - قال أنّ الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتوفير الدعم الكامل له في مواجهة الاحتلال الغاشم يبقى من اولى اولويات العرب، داعيا الى ضرورة تكاتف الجهود من أجل استرجاع حقوق شعب فلسطين وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف تماشيا والتزاما بالقرارات الأممية ومبادرة السلام العربية ومبدإ حل الدولتين..

كما شدد على أهمية تحقيق تسوية سياسية للحفاظ على وحدة سوريا تنهي الأزمة وتضع حدا لمعاناة الشعب السوري معتبرا ان قرار الرئيس الامريكي الاخير الذي يقضي بالسيادة ‘’الاسرائيلية على الجولان’’ هو قرار لاغ ولا يحمل اية شرعية دولية بل يتعارض مع كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية . وقال الجهيناوي ان تونس تنسق الجهود مع دول عربية أخرى لاحتواء أي تداعيات لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على هضبة الجولان. ودعا الجهيناوي إلى تكثيف الجهود ايضا لدفع التسوية السياسية في اليمن لوقف الأعمال القتالية واستئناف الحوار بين اطراف الازمة . كما طالبت تونس على لسان وزير الخارجية بضرورة مواصلة الجهود لتحقيق التسوية الشاملة في ليبيا وإعادة الأمن والاستقرار إليها والمحافظة على استقلالها ووحدتها.

وسبق أن كشفت وزارة الخارجية التونسية عن عقد اجتماع رباعي اليوم السبت لبحث الأوضاع في ليبيا.وسيشهد الاجتماع حضور أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية.
وتداولت تقارير رسمية ليبية وتونسية أن الاجتماع سيشهد طرح آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا.

«السعودية : دعم المعارضة السورية ومهاجمة ايران»
وزير الخارجية السعودي ابراهيم العساف أكد في كلمته خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب أن قيادة المملكة وشعبها تولي اهتماما كبيرا بقضية العرب الأولى القضية الفلسطينية مجددا رفض بلاده القاطع لأي اجراءات من شأنها المساس بوضعها التاريخي والقانوني.وأضاف «نؤكد رفض المملكة القاطع لاعتراف الولايات المتحدة ودول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل’’.

وفيما يتعلق باعتراف الرئيس الامريكي بالسيادة المزعومة لاسرائيل على الجولان قال العساف أن هذه الخطوة ستحمل تداعيات سلبية وآثارا على جهود ارساء السلام في المنطقة العربية وأيضا ستحمل تأثيرات خطيرة على واقع الامن العربي ككل. وجدد وزير الخارجية السعودي رفض بلاده التام للقرار الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة مؤكدا موقف المملكة الثابت والمبدئي من أرض الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة وفقا لكل المعاهدات والاتفاقات الدولية .

وأكّد وزير الخارجية السعودي التزام بلاده بوحدة اليمن وسيادته واستقراره من خلال دعم الحكومة الشرعية والترحيب بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك.

كما أكّد أنّ الرياض تدعم سلامة الأراضي السورية والوصول إلى حل عبر الحوار بين المعارضة والحكومة. وأكد على دعم مؤسسات الدولة الشرعية في ليبيا والمحافظة على وحدتها وحمايتها من التدخل الأجنبي. وعن سوريا، قال العساف، إن بلاده تدعم وحدة أراضي سوريا والحل السياسي المبني على الحوار بين المعارضة ونظام بشار الأسد، معربا عن رغبة المملكة في توحيد المعارضة قبل ذلك.وهاجم العساف إيران واصفا اياها براعية الفتنة في المنطقة، كما حمل طهران مسؤولية ما يحدث في اليمن، رافضا تدخلاتها في عدد من الدول العربية، وهو اتهام طالما نفته طهران.

وتصدر رفض القرار الأمريكي بشأن الجولان ودعم القضية الفلسطينية في وجه الاحتلال الغاشم صدارة اهتمامات وزراء الخارجية العرب الذي اجتمعوا في تونس يوم أمس. في حين غابت المظاهرات الشعبية في كل من السودان والجزائر عن الكلمة الافتتاحية لكل من وزيري خارجية تونس والسعودية وايضا غابت عن كلمة الامين العام للجامعة العربية .
اذ طالب احمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، بالضغط على إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال لوقف سياساتها وانتهاكاتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وشدد ابو الغيط على دعم الجامعة العربية الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع أن الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي، وأي إعلان من أي دولة لا يغير من الواقع ، معتبرا ان القرار الأمريكي بشأن الجولان ليس له أثر قانوني لأنها أرض عربية سورية محتلة.

يشار الى أن القرار الامريكي الذي اتخذه الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاسبوع المنقضي أثار الى جانب الرفض والتنديد العربي عدم قبول غربي فسرته أغلب الدول بتعدي الولايات المتحدة الامريكية على المواثيق والقوانين الدولية التي تؤكد هوية ‘’الجولان السورية’’. والى جانب ذلك أجمعت اغلب الدول العربية المشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية على ضرورة اعادة الصخب للقضية الفلسطينية وإرجاعها الى المشهد الدولي والعربي على حد سواء باعتبارها قضية العرب المشتركة ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي مافتىء يتحصل على دعم امريكي غير مسبوق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115