ورغم تأكيد البعض على ان القيادة العامة للجيش غير معنية بالمشاركة في هكذا مؤتمر وحوارات سياسية، فان البعض الآخر يرى ان تغيب حفتر على علاقة برغبة القائد العام للجيش وللسواد الاعظم من الليبيين الذين عانوا من عبث الميليشيات ومن مناورات الاسلام السياسي الذي تفنن في اهدار فرص حل الازمة السياسية وإفشال المسار الديمقراطي من خلال الانقلاب على نتائج انتخابات 2014 بتواطؤ مع المجتمع الدولي .
تحركات الجيش الليبي الاخيرة سواء المتعلقة بإطلاق عملية تطهير الجنوب التي نجحت في تحقيق اهدافها دون خسائر وبسرعة غير متوقعة او حشد قواته غرب طرابلس. اضافة الى استقبال القائد العام للجيش سفراء اوروبا لدى طرابلس وزيارته الي السعودية وقبلها الامارات كل هذا يؤشر الى ان الوجهة المرتقبة للجيش هي العاصمة طرابلس.ويدرك القائد العام ان مثل هذه العملية تتطلب جملة من الشروط منها ماهو محلي وآخر دولي. فعلى الصعيد المحلي اي من داخل طرابلس هناك الحاضنة الشعبية وسبق لحفتر ان اكد وكشف لاحدى الشخصيات التي التقاها الاسبوع الفارط بان لديه دعما كاملا من مكونات المجتمع المدني في طرابلس، وحتى من قادة المجموعات المسلحة من غير الجماعات المسلحة التابعة للاخوان و الجماعة الليبية المقاتلة .
كما يعول حفتر على رفض متزايد في الشارع الطرابلسي لسلوك المنظومة الراديكالية التي لا هم لها سوى ابتزاز المجلس الرئاسي . يراهن الشق الداعم لرؤية القائد العام للجيش على ضرورة استكمال تقدم الجيش نحو طرابلس .فبعد تشرذم صفوف الاسلاميين وجماعة الاخوان وبالتحول الحاصل في الجارة مصر وإسقاط الاخوان عبر الانتخابات ، تيقن الاخوان من أن خسارتهم لأية انتخابات ستكون منطقية، فمثلا لم تعد مصراته قلعة للإخوان فما يسمى بالبنيان المرصوص تهدم من داخله وشارك قادة منه في اجتماعات القاهرة حول توحيد الجيش واعلن اكثر من ضابط من مصراته دعمه لحفتر. كما لاحظنا خروج نشطاء بالمجتمع المدني من داخل مصراته يجاهرون بدعم قوات الكرامة ويرون فيها الضامن الوحيد لتنفيذ اية تسوية، هذا محليا اما دوليا فرؤية قيادة الجيش يمثلها دعم من فرنسا و عدة دول من الاقليم و الجوار . ابعد من ذلك فان ايطاليا من الوارد ان تدعم حفتر اذ ما اقتنعت انه يضمن مصالحها اي وقف الهجرة وهذا حصل فعلا بعد سيطرة الجيش على الحدود الجنوبية وكذلك ضمان تدفق النفط و الغاز وهذا مضمون بداهة .
خيارات مختلفة
هذه الاطراف الدولية بما فيها الولايات المتحدة وان كانت عارضت في السابق دخول الجيش الى طرابلس خشية حدوث حرب مدمرة بسبب عدم تحديد مدى قبول اهالي طرابلس والميليشات القوية لدخول الجيش، اما الان وقد هاجر عدد من قادة الميليشات ورئيس اركان حكومة الوفاق بدعم الجيش. فان موقف الولايات المتحدة والدول القاعدة سيتغير ويبقى الحد الفاصل بين دخول الجيش سلميا الى العاصمة من عدمه هو ما سوف ينتج عن مؤتمر غدامس واليات التنفيذ لمخرجاته. هذا ان لم يصدر القائد العام للجيش التعليمات بتحرك الجيش نحو طرابلس فالحراك الداعم للجيش امتد في غرب طرابلس من الزنتان الجميل الرقدالين صبراته الزاوية وورشفانة اين يوجد اللواء السابع.
ومن جهة اخرى استقبل الملك سلمان القائد العام للجيش الليبي بحضور ولي العهد محمد بن سلمان لبحث اخر تطورات الازمة الراهنة في ليبيا .لقاء جدد الملك سلمان لقائد الجيش دعم المملكة العربية السعودية امن و استقرار ليبيا يشار الي الملك سلمان حل امس بتونس لحضور القمة العربية و مناقشة الملف الليبي مع الرئيس الباجي قايد السبسي .