الكاتب والباحث اللبناني محمد محمود مرتضى لـ«المغرب»: «سوريا باتت تملك مشروعية إعادة الجولان بالقوة بعد أن تجاهلت واشنطن القرارات الدولية»

قال الكاتب والباحث اللبناني محمد محمود مرتضى في حوار لـ«المغرب» أن «الحضن العربي» الذي يدعو البعض سوريا للعودة اليه

هو حضن ملغوم لا يستطيع أن يمنع قرار الجولان الذي اتخذه ترامب ولا اعادة الحقوق المسلوبة».وتابع أن نجاح صفقة القرن أو فشلها ليس مرهونا بالإرادة الأمريكية، ولا بالتآمر العربي، بل مرهون بشكل اساسي بالواقع والقرار الفلسطيني.

• لو تقدمون لنا قراءتكم للقرار الاخير الذي وقعه ترامب بخصوص الجولان؟
يأتي هذا القرار في السياق العام الذي انتهجه الرئيس الامريكي دونالد ترامب منذ وصوله الى البيت الابيض فيما يتعلق بالتزاماته تجاه الحليف الاسرائيلي، لكنه في نفس الوقت يأتي نتيجة انهيار المنظومة العربية بالكامل. ففي الوقت الذي يتآمر الامريكي مع بعض الدول الخليجية على تمرير ما سمي بصفقة القرن لإنهاء القضية الفلسطينية، يمرر هذا القرار الذي يتعارض مع قرار مجلس الامن.

• ماهي ابعاد وتداعيات هذا القرار اقليميا ودوليا ؟ هل تتوقعون حراكا عربيا دبلوماسيا خاصة مع اقتراب القمة العربية ؟
لا أعتقد أن ثمة تداعيات مباشرة لهذا القرار، فالعرب منذ زمن بعيد خرجوا عن اطار القدرة على الفعل، والادلة كثيرة على هذا الامر، فرغم ايغال الاسرائيلي بالدم الفلسطيني بين الحين والآخر، وعدم تقديمه لأي شيء، يصر العرب على ما سمي بمبادرة السلام التي اطلقت في قمة بيروت عام 2002. وقد تنعدم ردود الفعل العربية بسبب موقف هذه الدول من الحرب على سوريا وسعيهم لإسقاط الدولة فيها. الا أن ذلك لا يعني انه لن يكون ثمة تداعيات بعيدة المدى ليس من قبل العرب وانما من قبل سوريا وحلفاء سوريا. ولعل الفائدة الاكبر من هذا الاعتراف ثلاثة أمور:

الاول: اكد للعالم ان خيار التفاوض ومسار مؤتمر مدريد لم يكن مجديا، وان الخيار الذي كان صائبا هو خيار المقاومة، لان الامريكي والاسرائيلي لا يفهمان الا بمنطق القوي، والدليل ان منظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذت خيار التفاوض لم تصل بعد كل هذه السنين الى أي حل، حتى ما سمي بحل الدولتين. فمن الذي سيمنع ترامب لاحقا من اعتبار الضفة الغربية

تابعة للسيادة الاسرائيلية ايضا بعد قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس، واليوم الجولان.

الثاني: اكد صحة خيار سوريا في تحالفها الاستراتيجي مع ايران والمقاومة في لبنان، وان هذا التحالف هو الذي سيؤمن مستقبلا غطاء عسكريا وسياسيا وشعبيا اذا ما تقرر استعادة الجولان بالقوة.

ثالثا: الحضن العربي الذي يتكلم البعض عنه، ويدعو سوريا للعودة اليه هو حضن مليء بالأشواك والألغام، والكيد والمؤامرات، وهو لا يستطيع ان يمنع ترامب من خطوة كهذه، فكيف سيعيد الحقوق المسلوبة؟، او يحمي الدول من منظمات ارهابية كداعش ليست سوى صنيعة امريكا واسرائيل؟.

• ماذا تملك سوريا والعالم العربي من أوراق في مواجهة مساعي ترامب بشأن الجولان؟
لم يعد يجدي الحديث عن اوراق تمتلكها الدول العربية، فمعظم هذه الدول لم تعد تملك نفسها، وباتت مرهونة للاملاءات الترامبية الفجة والوقحة. اما سوريا فباتت تملك مشروعية اعادة الجولان بالقوة بعد ان تجاهلت واشنطن القرارات الدولية ذات الصلة، وانهت عمليا كل مرجعيات مفاوضات مدريد. واعتقد ان ما ستقوم به سوريا انها ستعزز من علاقاتها الاستراتيجية مع ايران وروسيا وحزب الله. تمهيدا لمعركة ستكون حتما فاصلة.

• كيف ترون ما يقال حول مخاطر أن تؤدي تلك المساعي إلى إشعال حرب في المنطقة؟
استبعد وقوع حرب في المدى المنظور على مستوى المنطقة الا اذا اساء الاسرائيليون التقدير بدعم امريكي. خاصة ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية ليست جاهزة بعد لهذه الحرب. الا ان ذلك لا يعني استبعاد الحرب كليا، اذ تبقى الاحتمالات مفنوحة خصوصا مع وجود «مجنونين» على رأس السلطة في واشنطن وتل ابيب، وهذا يعني ان نجاح نتنياهو في الانتخابات قد يرفع من احتمال الاشتعال.

• وهل ينجح ترامب في نهاية الأمر في فرض صفقة القرن كأمر واقع؟
ان نجاح صفقة القرن أو فشلها ليس مرهونا بالإرادة الأمريكية، ولا بالتآمر العربي، ولو كان الامر كذلك لمرت الصفقة منذ زمن بعيد. نجاح هذه الصفقة-الصفعة مرهون بشكل اساسي بالواقع والقرار الفلسطيني. فمادام الفلسطينيون متحدين ومتكاتفين في بوتقة واحدة ضد الصفقة فان هذه الصفقة لن تمر..
حاورته: وفاء العرفاوي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115