بعد سقوط آخر معاقله في الباغوز: هل انتهى داعش الارهابي في سوريا ؟

أعلنت قوات سوريا الديموقراطية امس النصر التام على ما يسمى تنظيم «داعش الارهابي» بعد سقوط آخر معاقله في

شرق سوريا، ويأتي هذا الاعلان بعد ستة اشهر من اطلاق قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من التحالف الدولي عملية واسعة للقضاء على آخر جيوب التطرف في الباغوز شرق البلاد..

يشار الى ان قوات سوريا الديمقراطية ( قسد)، هو تحالف متعدد الأعراق يغلب عليه الطابع الكردي. وتتألف قوات سوريا الديمقراطية في معظمها من وحدات حماية الشعب، وهي من الميليشيات الكردية في معظمها . تأسست في أكتوبر من عام 2015، ويؤكد مؤسسوه بان مهامهم الأساسية هي إنشاء سوريا علمانية، ديمقراطية وفدرالية، على غرار ثورة روجافا في شمال سوريا.

واطلقت قوات سوريا الديمقراطية خلال الاعوام الماضية حربا ضروسا على تنظيم داعش الارهابي وتمكنت من طرده في عديد المناطق الاستراتيجية مثل الهول، والشدادي، وسد تشرين، ومنبج، والطبقة، وسد الطبقة، وسد البعث، وعاصمة التنظيم السابقة في الرقة.

ولعل السؤال الذي يطرح اليوم، هل ان القضاء على الارهابيين في تلك المنطقة يعني انتهاء داعش الارهابي في سوريا ؟ ام ان الحرب ضد التنظيم المتطرف ستتحول الى معارك ضد خلاياه السرية وما هي المخططات الغربية لسوريا خلال المرحلة القادمة؟.

نصر سياسي
بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري في القضاء على المجموعات الارهابية وتمكنه ايضا من استرجاع عديد المناطق التي سبق وان خسرها خلال الاعوام الماضية، يأتي هذا النصر ليرفع من معنويات قوات سوريا الديمقراطية وهو بمثابة نصر سياسي ايضا تحتاجه الولايات المتحدة الداعمة الاساسية للاكراد في شرق سوريا..وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد أعلن اول امس أن تنظيم داعش خسر آخر وجود له على الأرض في سوريا، وذلك بعيد تصريحات له حول ضرورة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان المحتلة. وهو ما يؤشر الى ان الاستراتيجية الامريكية في سوريا لن تتوقف عند تعلة القضاء على الارهاب من خلال التحالف الدولي ..وانما تتعداه الى تأمين مصالح اسرائيل في الجولان المحتل ..بما يسمح اكثر من أي وقت بتقسيم البلاد وتنفيذ « صفقة القرن» بشان فلسطين والمنطقة بكل ما يمثله ذلك من مخاطر على امن المنطقة.

في هذا السياق يرى المحلل والكاتب العراقي ناصيف الخصاف ان اعلان النصر على داعش يعني تحديدا انتزاع اخر منطقة كانت تحت سيطرة داعش في سوريا ولا يعني ابدا زوال تهديد التنظيم الارهابي . ويضيف بالقول :«فقد تم قبل سنتين انتزاع كل المناطق التي كان يحتلها التنظيم في العراق من التنظيم ولم يعد يسيطر على اية مدينة ، لكن خطره الأمني لايزال قائما ومازال يقوم بعمليات وشن هجمات سريعة على القوات العراقية وخاصة تلك الوحدات العسكرية المفردة والتي لا تتمتع بقوة دعم قريبة. كما أن التنظيم مازال يشكل تهديدا أمنيا في المناطق التي لم تكن تحت سيطرة التنظيم مثل العاصمة بغداد، ولا أظن أن الأمر يختلف كثيرا في سوريا». ويتابع بالقول :«سيبقى التنظيم يعتمد الهجمات المباغته واستهداف الوحدات العسكرية المنزلة واستهداف المدنيين».

الاستراتيجية الامريكية
اما عن الاستراتيجية الامريكية القادمة في سوريا فأجاب محدثنا :«الولايات المتحدة بحاجة إلى هذا الإعلان سياسيا اكثر منه عسكريا لكي يكون لها وجود في ترتيبات الوضع النهائي في سوريا من خلال فرض امر واقع لايمكن اغفاله هو سيطرة حلفائها في سوريا ممثلين بـ(قسد) على أجزاء من البلد (الشمال الشرقي)».

وهذا لا يعني ان الجيش السوري الرسمي وحلفاؤه لم يساهموا بالحرب هناك بل ان هزيمة داعش اساسا بدأت عند تدخل الروس في الحرب هناك مع الجيش السوري ولكن لم يكن الجيش السوري مساهما في المعركة الأخيرة في الباغوز.

ويضيف محدثنا :«والمعلوم ان قوات سوريا الديمقراطية تحظى بدعم أمريكي وغربي معروف وتقوم هذه القوات بتنسيق مع قوات التحالف وخاصة فيما يتعلق بتوفير المعلومات الاستخبارية والضربات الجوية على أهداف منتخبة لداعش سواء كان ذلك في الباغوز او غيرها من المناطق. ولو لا هذا الدعم لما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من حسم معركة الباغوز».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115