نافية وجود خلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول الملف السوري. واوضحت موغيريني «إن اللحظة ربما أصبحت مناسبة لإعطاء زخم للحل السياسي، لأن الأوضاع على الأرض في سوريا قد تغيرت.»
وفي الحقيقة فان موقف موغيريني يختزل سياسة الاتحاد الاوروبي تجاه سوريا والتي تسعى لتطويق احد اكبر الازمات التي اثرت بشكل مباشر على امن الضفة الاوروبية ..فما يهم الاوربيون اليوم هو ايقاف نزيف اللاجئين المتواصل منذ اكثر من ثماني سنوات أي تاريخ اندلاع الانتفاضة السورية..اضافة الى خطر عودة التكفيريين من سوريا والعراق بعد هزيمة داعش الارهابي وتراجعه في هذين البلدين..
متغيرات وتحولات
صحيح ان الحرب في البلاد لم تنته بعد ، بالنظر الى تواصل الكوارث الانسانية ووجود خلايا التنظيمات الارهابية ..إلا ان الايام الماضية شهدت تغيرا ملحوظا على الارض مع قيام أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من تنظيم داعش الارهابي في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرقي سوريا بتسليم انفسهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. مما يؤشر الى ان ساعة الحسم اصبحت اقرب من أي وقت مضى..ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون دور القوى الخارجية خلال المرحلة القادمة ؟
فيما يتعلق بالدور التركي في الازمة السورية اكد الباحث السوري زيد سفوك لـ «المغرب»: ان سياسة تركيا واضحة جدا داخل الملف السوري منذ بداية الازمة في اواخر 2011 وهي اعادة الاسلام المتشدد والمتطرف الى الساحة ومحاولتها السيطرة على الحكم كما فعلت من خلال دعمها للإخوان المسلمين في مصر ، باعتقادي جميع الاوراق التي تمتلكها انقرة في سوريا ستنقلب ضدها وستكون كارثية، فغالبية الفصائل المنضوية تحت سقف الائتلاف هم مرتزقة افغانيون وباكستانيون يحملون السلاح من أجل عودة خلافة اسلامية وحين يكتشفون حقيقة مموليهم سيصبح الوضع مأساويا داخل تركيا.
وأكد ان الوضع في حالة تخبط والقوى العظمى في حالة فوضى عارمة نتيجة تضارب المصالح واتساع رقعة الخلاف على الارض ، ربما تكمن المشكلة في هيئة الامم المتحدة التي فقدت هيبتها وعدم استطاعتها التدخل بقوة .
وأضاف سفوك ان معظم الهدنات مؤقتة كاستراحة مقاتلين لترتيب الاوراق وإعادة التوازن وإجبار الفصائل على تقديم الولاء لأحد طرفي النزاع كتركيا او روسيا او ايران . وعن اعادة اعمار سوريا اجاب بالقول:« ما زال امام السوريين ما لا يقل عن 5 اعوام اخرى من التهجير والدمار فلغة السلاح هي الاقوى حسب ما تم التخطيط له من خلف الستار».
وفي الوقت الذي يحاول فيه السوريون الخروج من ويلات حربهم ، تجري محاولات للإبقاء على مايسمى بقوة دولية لمحاربة الارهاب في سوريا من خلال مشاورات تقودها واشنطن مع دول التحالف ..وهو ما يجعل من اخراج القوات الاجنبية من اولويات المرحلة القادمة في هذا البلد.