السراج مع رئيس الوطنية للنفط بحضور المبعوث الاممي وسفير الولايات المتحدة، وهي الاجتماعات التي اسفرت كما هو معلوم عن ضرورة انجاز الانتخابات العامة مع نهاية العام الجاري وعمل القيادة العسكرية تحت السلطة المدنية.
الشق الرافض لاجتماعات الامارات يعيب على البعثة الاممية تشريك القائد العام للجيش في الحوارات السياسية، وينوه هذا الشق الى ان القائد العام للجيش لم يشارك في حوار الصخيرات المغربية وتوقيع الاتفاق السياسي. ويرى هؤلاء و منهم عضو مجلس الدولة ابو القاسم قزيط انه كان من الاجدر مشاركة رئيس مجلس النواب فرئيس مجلس الدولة ورئيس الرئاسي في اجتماع ابو ظبي الاخير.
بينما يؤكد الشق الداعم لدعوة حفتر بان القائد العام للجيش فرض امرا واقعيا جديدا على الارض من خلال بسط نفوذه على اغلب مدن وجغرافيا ليبيا ،وسحقه للجماعات الارهابية وتامين قطاع النفط انتاجا وتصديرا. وأشار الداعمون للقيادة العامة للجيش بان موقف المجتمع الدولي من حفتر تغير منذ مؤتمر باريس وبعده مؤتمر باليرمو . حيث اعلنت العواصم الغربية والأمم المتحدة ان القائد للجيش عنصر اساسي في اية تسوية سياسية قادمة .
الجدير بالإشارة الى ان الازمة استمرت على ماهي عليه من جهود وركود وحالة من الترقب بما ان كلا المؤتمرين سواء مؤتمر باريس او باليرمو لم يحقق المطلوب ، وتحاشيا لأي طارئ عسكري تدخلت الولايات المتحدة وفرضت اجراء اجتماع الامارات بين قطبي الازمة الراهنة والهدف ليس ايجاد حل للصراع وانما تجميد الامور والوضع.
الدور الأمريكي في ليبيا
ويرى مراقبون بان ادارة ترامب تواجه خلافات غير مهتمة بالملف الليبي رغم القلق المتزايد من دخول روسيا على الخط، كذلك يرى طيف من المتابعين بان واشنطن لو كانت جادة في وقف الصراع ،وكذلك يرى طيف من المتابعين بان واشنطن لو كانت جادة في وقف الصراع بين الليبيين ووقف التدخلات الخارجية من دول الاقليم والجوار وايطاليا وفرنسا لفعلت ذلك فالدول المتدخلة في الملف الليبي و تغذي الصراعات هي كلها حليفة للولايات المتحدة .
انطلاقا من مستوى ودرجة الاهتمام الامريكي بأزمة ليبيا يتضح جليا بان العام الجاري لن يحصل جديد لليبيا، ولربما توفقت الامم المتحدة فقط في انجاز الملتقى الوطني الجامع ليفتح الباب مرة اخرى للجدل حول مخرجات هذا الملتقى الوطني في غضون ذلك تستمر الاجسام الحالية من تشريعية واستشارية وتنفيذية عملها.
بمعنى ان ضبابية المشهد الراهن المتعددة اسبابها سوف تطبع ما يجري على الساحة السياسية فليبيا تفتقر الى نخب سياسية وثقافية تسهم في حل الازمة وهي بلد تكاد لا توجد فيه زعامات سياسية باستثناء القائد العام للجيش خليفة حفتر ،كذلك نظرا لخصوصية جماعة اخوان ليبيا التي ترفض اشراك التيار الليبرالي في الحكم وإخوان ليبيا هم اقرب في افكارهم الى اخوان مصر ،ولو ان اخوان ليبيا نراهم يصرحون باستمرار بأنهم اقرب الى اخوان تونس مع ان التجربة التونسية تفند ذلك التقارب .اخوان ليبيا ايضا يختلفون عن اخوان المغرب الاقصى وإخوان تركيا هذه الخصوصية جعلت الغرب لا يثق في اخوان ليبيا وأمام غياب اطراف ليبرالية يمكن التعويل عليها خير الغرب اتباع الامور كما هي في ليبيا ويحافظ كل طرف على نفوذه.
واقع ضاعف من قلق دول الجوار سيما العربية منها وهي المتضرر الأكبر من تواصل الفوضى وغياب حكومة مركزية قوية .محليا تحاول حكومة الوفاق المعترف بها دوليا تنفيذ خطة الترتيبات الامنية والاصلاح الاقتصادي و برزت في هذا الاطار قرارات وخطوات وزير الداخلية المفوض فتحي باشااغا دون نسيان الجهد و العمل الكبير الذي ينجزه وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة . جهد تقوم به الحكومة المؤقتة و رئيسها عبد الله الثني التي نجحت في اعادة الامن والاستقرار الى اقليم برقة بالكامل والجنوب بالتعاون مع القيادة العامة للجيش الوطني.