تركيا والميدان السوري: من حرب ضدّ الأكراد الى مساعي التوسّع على الميدان

أسالت تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو التي قال فيها أن «دمشق وحلب كانتا لتركيا» الكثير من الحبر وردود الفعل المتضاربة

سواء على مستوى الاقليم او على الصعيد الدولي . ففي كلمة له أمام تجمع لأنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال صويلو إنّ «الأتراك والسوريين ينتمون لأمّة واحدة وكانوا يعيشون تحت راية واحدة لنحو 400 عام».ويرى مراقبون أنّ هذه التصريحات تصب في خانة الدور المتزايد الذي تلعبه تركيا في الميدان السوري ورفض حكومة أردوغان التّنازل هناك خشية تنامي نفوذ الأكراد هناك او تأسيس دولة ‘’كردية’’ على حدودها مع الشمال السوري.

وأضاف وزير الداخلية، وهو أيضا نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن «دمشق كانت لنا، حلب كانت لنا، وكانتا ضمن حدود أمتنا التي أعلنها المجلس العمومي العثماني». وتأتي التصريحات الاخيرة التي صدرت عن مسؤول رفيع في الحكومة التركية لتزيد من تعقيدات العلاقة بين نظام انقرة ونظام دمشق. وتلقي هذه التصريحات الضوء على النية التركية بالتوسّع داخل الأراضي السورية ، إذ شنّت تركيا عملية عسكرية في الشمال السوري في أوت 2016 سمّتها «درع الفرات» ومعها بعض الفصائل السورية المعارضة في المناطق التي كانت وقتها خاضعة لسيطرة «تنظيم «داعش» الارهابي. وفي جانفي 2018، أطلقت تركيا وبعض فصائل المعارضة الموالية لها عملية عسكرية جديدة في المنطقة سمتها غصن الزيتون ، وكانت هذه المرة تهدف إلى السيطرة على منطقة عفرين الكردية، التي كانت تحت حماية المقاتلين الأكراد منذ بداية الأزمة السورية.وتستعد ايضا لشن عملية عسكرية اخرى في ادلب رغم معارضة النظام السوري والولايات المتحدة الامريكية .

مطامع متزايدة
ويرى متابعون للأزمة السورية أنّ تركيا بدأت منذ سنوات خلت استراتيجية محكمة تتعلق بالمشهد السوري وبدورها الذي تلعبه في المعادلة السورية ، فبعد

أن كان الدور التركي يقتصر في البداية على المواقف السياسية باتت تركيا اليوم لاعبا فاعلا على الأراضي السورية بتعلة محاربة الأكراد المهددين لأمنها القومي وخشية نجاح الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية .

وتعدّ الأراضي السورية أرضا خصبة للحرب تستقطب أطرافا خارجيّة تختلف مصالحها من بلد الى آخر على غرار روسيا ايران تركيا والولايات المتحدة الأمريكية . ويرى متابعون للشأن الشرق أوسطي أن حرب المصالح الذي باتت تحتضنها الاراضي السورية ساهمت في مزيد تأجيج الأزمة في سوريا وتأجيل فرص الحل والتسويات السياسية .
وعلى الصعيد الميداني نجحت تركيا على امتداد السنوات الاخيرة في تعزيز نفوذها ووجودها العسكري خاصة في الشمال السوري ، ويرى مراقبون ان مطامع تركيا تصل حد التفكير في ضم المنطقة الحدودية لأراضيها . اذ تبسط تركيا في الوقت الراهن سيطرتها ولو الجزئية على الاراضي المتاخمة لنهر الفرات قرب حدودها الجنوبية الشرقية بدءا من «جرابلس» وصولا الى عفرين ذات الغالبية الكردية، ومنذ بداية عام 2017 سيطرت القوات التركية وحلفاؤها من المعارضة على جزء من الشريط الحدودي بين البلدين، الممتد بين جرابلس في الشرق وأعزاز من الغرب ومنطقة الباب إلى الجنوب.
ويرى متابعون أن الدور التركي تخطى حدود النفوذ الميداني ليصل الى تنامي المطامع بضم بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة قواته والواقعة على حدوده وهو ماتستنكره حكومة بشار الاسد وأيضا باقي الاطراف الدولية المؤثرة في المعادلة السورية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115