لها علاقة بأجهزة المخابرات، تكشف عن مؤامرة كبرى كانت تجهز لها أمريكا وإسرائيل بدعم غربي لتقسيم سوريا وإنشاء ما يسمي بالشرق الأوسط الجديد.
أعلن المجتمع الدولي وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة في سوريا تمهيداً لاستئناف حوار «سوري- سوري»، يهدف الى حل سياسي للأزمة والصراع في سوريا، وفي المقابل استبقت أمريكا كل الجهود لتلوّح للمرة الأولى بتقسيم سوريا في حال فشلت تلك المفاوضات، وهو ما يكشف بوضوح أن حديث البيت الأبيض عن وضع خطة بديلة «ب» لتسوية الأزمة السورية قبل مغادرة الرئيس أوباما منصبه حديث مدروس بعمق، فإذا كان أوباما متردداً في حل الأزمة السورية ومواجهة تنظيم داعش والقوى المتطرفة فهو الأن يقف في مفترق طرق بعد دخول روسيا على خط الأزمة من خلال ضرباتها المستمرة مما أحرج امريكا وحلفاءها، كما وضع المعارضة المسلحة في حالة حرجة وحرمها من تحقيق هدفها الرئيسي وهو الإطاحة بالرئيس الأسد، واستطاعت روسيا بتدخلها العسكري أن تحدث
توازنا في ميزان القوى بين المجموعات المسلحة والجيش العربي السوري، وهنا شعرت وأدركت الإدارة الأمريكية بالخطر المحدق، مما إستدعى أن تبدأ بالفعل دراسة تقسيم سوريا بين المجموعات المتنازعة في محاولة لحل الأزمة من وجهة النظر الأمريكية، وأكد ذلك وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون بقوله «يجب أن ندرك أننا سنشهد قيام جيوب مثل علويستان وكردستان ودروزستان السورية»، كما بيّن بأن التقسيم هو الحل الممكن الوحيد، وذلك لضمان التفوق الإقليمي الإسرائيلي في المنطقة.
بالتأكيد ليس كل ما تريده أمريكا يتحقق ما دام هنالك شعب حي وإرادة تقاوم، ومن هنا فإننا مطمئنون أنه لن تنقسم سوريا وذلك لوجود صمام أمان يمنع التقسيم وأقصد به الجيش السوري وفصائل المقاومة، لأنها دائماً بالمرصاد ضد أي محاولة تستهدف وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ومن هنا نقولها للسوريين أطمئنوا فلا تقسيم لسوريا ما دام الجيش موحداً، لانه ليس في صالح أي أحد تقسيم البلاد والخضوع لمخططات الغرب والتي تحاول تمزيق المنطقة وتقوية حليفتها الإستراتيجية إسرائيل، وعلى الرغم من حجم الدمار الذي أفرزته حرب الإستنزاف للدولة السورية، فإنّ سوريا ما زالت قادرة على أن تبرهن للجميع أنها قادرة على الصمود الذي انعكس مؤخراً بظهور حالة واسعة من القلق للمليشيات والقوى المتطرفة.
سوريا ستنهض من جديد مهما حاولت أمريكا وعملاؤها من دعم المسلحين المتطرفين في المنطقة وستنتصر إرادة الشعب السوري، ولا رهان سوى على وحدتنا وثوابتنا الوطنية وإنتمائنا لأرضنا، والوقوف صفاً واحداً لحل جميع مشكلات الوطن وتضميد جراحه، فهو السبيل الوحيد الذي يمكّن الجميع من عبور هذه الأزمة ونتائجها.
د. خيام الزعبي