ليبيا: معركة الجنوب الليبي ...بين المعادلات الداخلية والخارجية

دخلت ليبيا مرحلة جديدة من الصراع بعد اطلاق الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر عملية الجنوب ،

ولئن كان العنوان الابرز لتلك المعارك هو استعادة الجنوب الليبي من خطر الميليشيات والارهاب ، الا ان الاكيد بان هناك اشكالا جديدة من النزاعات العسكرية والسياسية والقبلية، ظهرت كالجمر من تحت الرماد لتعيد تشكيل المشهد الليبي برمته ...
وقد جاء لقاء خليفة حفتر امس بالممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة غسان سلامة ، في ظل غموض يكتنف مصير الانتخابات وخطة الطريق الاممية ..اذ يحاول سلامة من خلال لقاءاته المتعددة بفرقاء الصراع الليبي بين الشرق والغرب ، انقاذ خطته الاممية التي ظلت حتى اليوم رهينة الحسابات الداخلية والخارجية ...

معركة الجنوب
ويبدو ان المشير المتقاعد خليفة حفتر، في طريقه لتحقيق نصر جديد في مناطق جنوب البلاد بعد العملية الاخيرة التي اطلقها ..وهو ما يجعل الرجل يتحكم بحقول النفط ..ويرى الناشط السياسي والحقوقي خالد الغويل في حديثه لـ«المغرب» ان الجنوب الليبي تحول الى ساحة قتال مدعومة من اجندات خارجية اذ يتواجد فيه مرتزقة من المعارضة التشادية ولكن وجب التنويه ان هناك قبائل التبو وهي قبائل ليبية لها صلات عرقية بقبائل تبو بتشاد . والاقتتال الحاصل في الجنوب هو صراع نفوذ مابين الإيطاليين والفرنسيين بدعم خليجي». ويضيف محدثنا بأن منطقة الجنوب منطقة غنية بالثروات وعانى اهلها من ويلات تلك الجماعات المتطرفة والمرتزقة ومن خطر وابتزاز قطاع الطرق في غياب تام للدولة ، الامر الذي جعل القبائل الليبية من المقارحة والقذاذفة وأولاد سليمان والطوارق والحساونة ..تشكل قوة لحماية الجنوب مع قلة الإمكانيات». اما عن دور الجيش فاجاب:«لقد تدخل بناء على استباحة الجنوب من المرتزقة وهنا وجب التفريق فالجيش هم جنود ليبيون من الشعب المسلح دون شخصنة المؤسسة العسكرية في شخص حفتر ولكن الامر الأخطر هو التغلغل الصهيوني عبر دعم المرتزقة والعصابات لخلق الفوضى في الجنوب وذلك بغرض السيطرة على منابع المياه والغاز ..ولكن كل قبائلنا وجنودنا متيقنون من كل ألاعيب الصهاينة وكل قبائلنا في الجنوب مستعدة لدحر اي عدو خارجي».

الحل وآفاق التسوية
يرى الغويل ان الحل يكمن في الحوار المجتمعي قبل السياسي لان الحل المجتمعي هو نواة للعمل السياسي عبر جلوس كل اطياف الشعب الليبي دون إقصاء او تهميش ..وهنا للقبائل الدور الأكبر في هذا الحوار خاصةً بعد الفشل الذريع للبعثة الأممية في ليبيا وهذا ناتج عن السياسات الفاشلة للمجتمع الدولي المتمثلة في هذه البعثة . ولعل ابرز ما قام به وفد المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة هو رأب الصدع في الأحداث الاخيرة في طرابلس وهو ما عجزت عنه البعثة ..اذ تم حل الصراع عن طريق المشائخ الليبية . فالتدخل الخارجي طوال السنوات الماضية زاد في تعقيد الأزمة.ويؤكد الغويل ان العمل مع دول الجوار والاتحاد الأفريقي لدعم القبائل من شأنه ان يعطي نتائج إيجابية للحل في ليبيا.
ويقول الغويل بان الوضع الان بين الفرقاء السياسيين معقد لان كل الاطراف في الساحة باتت مرتبطة بأجندات خارجية ..فهناك دعم لوجستي سواء في الشرق او الغرب ..مؤكدا بانه لو يترك القرار بيد الليبيين وحدهم فان الازمة ستحل وهو ما يفتح المجال الى عودة ليبيا لخارطة العالم بأيادي ليبية وطنية خالصة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115