على اطراف مدينة اوباري، مضيفا بان العملية كانت بالتنسيق مع حكومة الوفاق، غير ان القوات الامريكية في افريقيا «الافريكوم» نفت ان تكون قد نفذت اية غارات جوية من ذلك النوع.
اعلان الخبر عن حكومة الوفاق والنفي السريع من الافريكوم» مثل احراجا كبيرا لرئاسي حكومة الوفاق وذلك بعد التقدم اللافت لقوات حفتر جنوب غرب البلاد وتعاطف القبائل ودعمهم المباشر للجيش . في هذا السياق اكد مصدر من داخل مدينة مرزق وجود اتصالات مع قادة الكرامة من اجل دخول الجيش الى المدينة سلميا ودون مواجهات مسلحة . اتصالات لو كتب لها النجاح ، فالفضل فيها يعود الى عقلاء قبائل التبو وحرص قيادة الجيش على الحفاظ على دماء الليبيين ورصّ الصفوف لمحاربة المجموعات المسلحة الاجنبية و عصابات الجريمة . دوما على علاقة بما يحدث في الجنوب ، اكد العميد احمد المسماري الناطق باسم الجيش بان السيطرة على كامل الجنوب ستجري خلال الايام القليلة القادمة . نجاحات القيادة العامة للجيش بلا شك سوف تجعل الاطراف المحلية والدولية المعارضة لحفتر تتحرك ميدانيا وسياسيا لعرقلة استعادة الجيش زمام الامور في اقليم فزان. الاطراف المحلية ، اي جماعة الاخوان و على رأسهم مفتى الديار الليبية الصادق الغرياني والماكينة الاعلامية للاخوان سوف يركزون على ما يحدث وسط مدينة درنة من مواجهات خاطفة بين الكرامة و بقايا شورى مجاهدي درنة الارهابي.
ايضا ارتفاع بعض الاصوات من التبو التي تسعى لإظهار عملية الجيش في الجنوب على انها تطهير عرقي ضد التبو دوليا ،مؤكدة ان ما حققه الجيش لن يرضي ايطاليا التي سارعت فور سيطرة الجيش على حقل الشرارة الى إرسال مساعد جهاز المخابرات إلى طرابلس لبحث التطوّرات العسكرية المتسارعة جنوبا. ومن نتائج تلك الزيارة غير المعلنة قيام السراج بإقالة عبد الرحمان الطويل من منصب رئيس الأركان و تعيين محمد الشريف مكانه و محمد سالم جحا معاونا له مكلفا بالتدريب . قرار في الواقع له مبرراته على خلفية فشل اعادة بناء المؤسسة العسكرية رغم توفير حكومة الوفاق متطلبات بناء الجيش .
حالة من الترقب
على ضوء المستجدات العسكرية الحاصلة يجمع المراقبون على ان الايام القادمة قد تحمل تطورات عسكرية ومواجهة بين طرفي الصراع و خلطا جديدا لأوراق الملف الليبي، وما سوف يقطع أمام هكذا سيناريو ربما هو تصميم الاتحاد الافريقي على الاخذ بزمام الامور في ليبيا.
فبعد فشل الاتحاد الاوروبي وحتى الامم المتحدة في حل الازمة وإعادة الاستقرار لبلد عضو مؤسس في الاتحاد الافريقي ..مسعى سيعمل فيه الاتحاد الافريقي على استغلال اخطاء المجتمع الدولي في معالجة الازمة . وعدم جدية ايطاليا و فرنسا لحلحلة الازمة وعجزهما عن تجاوز خلافاتهما حول تصور الحل الناتج عن تضارب المصالح.
و لربما الفارق الوحيد والذي قد يعرقل جهود الاتحاد الافريقي هو الازمات التي عالجها في بؤر توتر محلية كانت فيها دولة الازمة تواجه تمردا مسلحا و مؤسسات الدولة قائمة . بينما الحال في ليبيا مختلف فحتى الحكومة المعترف بها دوليا لم تنل الشرعية المحلية ولا يوجد جيش وطني مقبول من الجميع. من جانبها تبدو بعثة الاتحاد الافريقي متفائلة بتحقيق ما فشلت فيه المنظمات الاقليمية والاطراف الدولية ، والبناء على النجاحات، ولو كانت قليلة والتعويل على وطنية الاغلبية الساحقة من الليبيين لإنقاذ بلدهم .
رؤية وموقف تراهن الاطراف المحلية و الدولية الداعمة للحل السلمي على ان تتحقق بعد اجراء الملتقى الجامع مع نهاية شهر مارس او بداية افريل، على ان يسبق الملتقى المذكور جمع السراج وحفتر وجها لوجه لمرة رابعة والخروج بتفاهمات ملزمة وبضمانات دولية حقيقية و ليس مجرد صدور بيان من هنا وهناك وتنصل كل منهما بما اتفقا عليه بمجرد مغادرة الاجتماع.