ليبيا: صراع المواقف حول العملية العسكرية في الجنوب

تتالت ردود الافعال المستنكرة لطلب السراج من مجلس الامن الدولي التنديد بتحرك الجيش في الجنوب الغربي وسيطرته

على حقل الشرارة النفطي رغم تأكيد القيادة العامة للجيش استعدادها لتسليم الحقل للوطنية للنفط، حيث استغربت سلطات برقة من حكومة مؤقتة ومجلس نواب ما قام به رئيس الرئاسي فائز السراج تحت ضغط المجموعات المسلحة .
كما تساءل انصار الجيش الليبي اين كان السراج عندما كانت المجموعات المسلحة الموالية له تعبث بأمن طرابلس، وتهدد حياة المدنيين خلال ما يعرف بحرب طرابلس الاولى و الثانية ؟ فخلال تلك الحروب لم يتجرأ الرئاسي على اصدار حتى بيان تنديد او طلب تدخل من مجلس الامن الدولي .

كما ان السراج انتقل الى حقل الشرارة ولم ينجح في اعادة تشغيل الحقل او الامضاء على اتفاق مع المجموعة المسلحة المسيطرة على تلك المنشأة وقبل ابتزاز المسلحين ولم يطلب تدويل القضية . لكن حينما اعلن الجيش اطلاق عملية عسكرية في الجنوب الغربي وحقق مراحل من العملية دون قتال سواء عند دخول سبها او دخول حقل الشرارة ، ضغطت المليشيات على السراج لتجبره على رفع شكوى ضد الجيش . وبذلك ينقلب السراج على مضمون لقاءات له سابقة مع حفتر في ابو ظبي وباريس والذي ينص على التعاون في محاربة الارهاب والهجرة غير الشرعية. بلا شك المجموعات المسلحة ورطت السراج و اخرجته محليا ودوليا ، وأكّدت تلك المليشيات بأنها من وراء انضمامها لصف الداعمين لحكومة الوفاق تسعى فقط لابتزاز حكومة السراج ، والدليل على ذلك تعثر تنفيذ الترتيبات الامنية وفق ما جاء على لسان وزير داخلية الوفاق المضمون باشا اغا الذي ذكر ان تلك المجموعات اشترطت الحصول على اموال كي تقبل وتدعم الخطة الامنية .

عملية الجنوب
ويرى متابعون بان عملية حفتر العسكرية في الجنوب اعادت التأكيد بان القائد الاعلى للجيش اي السراج عاجز عن جمع قوة عسكرية ، وتكليفها بمهام عسكرية حيث بعد مشاورات له مع ما يعرف بأمراء مناطق الوسطى والغربية و طرابلس قرر تعين الجنرال كنة امرا لمنطقة سبها.
لكن الاخير لم يستطع فعل شيء للرد على قوات حفتر المتقدمة بسرعة على الارض، وكان رئيس اركان برقة الناظوري اشار الى ان ‹›كنة›› ليس لديه قوة بإمكانها مواجهة الجيش.
الى ذلك قلل المراقبون من اهمية المذكرة التي ارسلها السراج الى مجلس الامن الدولي باعتبار ان المجلس لا يمكن له اتخاذ اي اجراء دون العودة الى المبعوث الاممي غسان سلامة . والأخير بارك عملية تطهير الجنوب كما ان غسان سلامة و في احاطاته الدورية امام مجلس الامن الدولي اعترف بوجود مسلحين اجانب ومرتزقة وعصابات الجريمة . فهل يعتقد من يعارض تحرك الجيش في الجنوب الليبي ان مجلس الامن والامم المتحدة تعارض مساعي اعادة الاستقرار للجنوب؟.

اللافت ان القائد العام للجيش حفتر اعرب عن الاستعداد لتسليم حقل الشرارة لمؤسسة النفط في طرابلس وأكد عدم الاتجاه نحو حقول أخرى ،بما يعني ان قيادة الجيش ملتزمة بأهداف العملية التي اطلقتها.والسؤال اذن ما الذي تريده الاطراف المعارضة لتحرك الجيش ؟.
الجيش اعاد الامن لسبها عاصمة الجنوب اعاد اكبر حقل نفطي من سطوة المجموعات المسلحة، فواضح ان كل ما جاء من ردود افعال من هنا و هنا بعد تحرك الجيش جنوبا ونجاحاته والتفاف اغلب القبائل حول قيادة الجيش سواء ردود الافعال الداعمة او الرافضة انما يؤكد من جديد بان الصراع يدور حول ثروة النفط و الغاز.
فاغلب الحروب و المواجهات العسكرية التي عرفتها ليبيا بعد 2011 دارت اما بالهلال النفطي او حول الحقول النفطية او في طرابلس للسيطرة على القرار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115