سوريا: معركة إدلب المؤجلة ومحاولات تأجيل الحسم

يسير المشهد السوري – وفق آراء اغلب المراقبين- بخطى حثيثة نحو الانفراج كنتيجة للتطورات الميدانية القريبة من الحسم

لصالح نظام بشار الاسد وحلفائه على حساب باقي التنظيمات المسلحة في سوريا . الاّ أن المعرقل الأهم الان للانفراجة الحقيقية هو التسوية السياسية التي رغم قطع شوط هام في رحابها إلا أنّ التجاذبات الخارجية في الميدان السوري كانت احد أسباب هذه العرقلة السياسية .

ولعلّ من اهم فصول الحرب السورية اليوم هو معركة ادلب وتأثيراتها المتوقعة باعتبار ماتمثله المدينة من عمق سياسي واستراتيجي ، إلاّ أنها وبحجم أهميتها تتزايد الضغوطات الدولية حول هذه المعركة نظرا لتداخل الأدوار الخارجية فيها، إذ صرحت وزارة الخارجية الروسية مجددا امس « أن موسكو لن تسمح بوجود «محميات للإرهاب» في سوريا، مُعلنة أن «العملية العسكرية المحتملة في إدلب ستكون منظّمة بشكل فعال إذا تمّت». وتشهد إدلب وريفها حالة من الترقّب بين وعود أنقرة بالمحافظة عليها من جهة، وبين تهديدات دمشق وحليفتها موسكو باقتحامها عسكرياً من جهة أخرى.

وتحاول تركيا بكل قوة تجنيب «ادلب» مثل هذه المعركة التي ينتظرها النظام السوري وحلفاؤه لكسب نقطة قوة اضافية قد تكون ايضا النقطة الحاسمة لانهاء الحرب السورية . وأعلنت تركيا -على لسان سيدات أونال نائب وزير الخارجية التركية- «أن تواجد المتطرفين في منطقة خفض التصعيد في إدلب لا يعد سببًا كافيًا لإجراء عملية عسكرية واسعة النطاق، ستسفر عن تدفق اللاجئين ومقتل آلاف المدنيين، وتخريب البنية التحتية المدنية».

تأخير معركة ادلب
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي خيام الزعبي لـ«المغرب» أن أنظار دول العالم تتجه خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الأوضاع في سوريا وخاصة في محافظة إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا والتي تعد المعقل الأخير للجماعات المسلحة في سوريا،وتابع «تحاول تركيا المراوغة للدفاع عن هذه الجماعات المسيطرة على مدينة إدلب، حيث حاولت أنقرة أكثر من مرة تأخير معركة إدلب وسعت لمنعها بهدف الإبقاء على مشروعها ومخططها الاستعماري في قضْم وابتلاع أراضٍ جديدة في العُمق السوري، من هنا يستميت أردوغان في الدفاع عن التنظيمات الإرهابية في إدلب، ويحاول طمأنتها بأن قواته قادرة على منع الجيش السوري من اقتحام المحافظة، الأمر الذي دفع وزير الخارجية السوري لصفعه وتذكيره بأن «إدلب محافظة سورية» واشار الكاتب السوري الى ان المتابع للأحداث الجارية في سورية يدرك بأن الهجوم سوف يستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، ولن يكون للمدينة نصيب من الهجوم في المرحلة الأولى، وسيشمل بلدة جسر الشغور وسهل الغاب على الجانب الغربي من المحافظة، بالتالي فإن تحرير هذه المناطق سيتيح للجيش السوري الاقتراب من تحرير طريقين سريعين يؤديان من حلب إلى حماة واللاذقية واللذين يعتبران من أهم الطرق في سوريا. وأكد محدثنا ان ذلك سيعزز وجوده في الطرف الغربي لمدينة حلب تحسبا لهجوم من قبل الجماعات المسلحة على نقاط تمركزهم. وفي ذات السياق قال الزعبي انه استكمالاً للتحضيرات العسكرية التي يجريها الجيش السوري لبدء معركة إدلب، يواصل الجيش الروسي تعزيز قدراته وذلك بالتوازي مع إعلان روسيا عن وجود تفاهمات سياسية بين روسيا وتركيا وإيران بشأن إدلب، في حين يستعد الإرهابيون في إدلب لتنفيذ مسرحية الكيميائي بدعم غربي لإلقاء اللوم على الدولة السورية ليكون ذريعة لعدوان جديد على سوريا.

وعن الادورا الخارجية التي تلعبها اطراف دولية في سوريا اجاب الكاتب السوري ان التدخل العسكري الروسي في سوريا بالتنسيق مع إيران، قلب المعادلة في سوريا، واستطاع الجيش السوري استعادة واسترداد المناطق القابعة تحت سيطرة داعش والقوى المتطرفة الأخرى، بالإضافة إلى دفع أمريكا وحلفائها إلى السعي للتوصل لحل سلمي للأزمة لأنهم أدركوا عدم قدرة حلفاؤهم من المسلحين داخل سوريا على حسم المعركة لصالحهم» وفق تعبيره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115