قرار مجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع قانون السياسة الخاصة بالشرق الأوسط: الاستراتيجيات الأمريكية والتحولات الاقليمية ...

أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون السياسة الخاصة بالشرق الأوسط .. ويتضمن إجراء سيسمح للولايات بأن تفرض عقوبات

على شركات تشارك في حملات لمقاطعة إسرائيل، وتعديلا يخالف الرئيس دونالد ترامب بمعارضة أي خطط لسحب القوات بشكل مفاجئ من سوريا. ونال قانون تعزيز أمن أمريكا في الشرق الأوسط دعم مشرعي مجلس الشيوخ بنحو 77 صوتا مؤيدا مقابل 23 صوتا معارضا. ويطرح هذا المشروع التساؤلات حول انعكاساته على السياسات الامريكية في المنطقة وتحديدا في سوريا والعراق في ظل تصاعد الجدل القائم حول الوجود الامريكي وتوجه الرئيس الامريكي ترامب الى الانسحاب من سوريا بعد اعلانه بان الحرب على الارهاب قد انتهت ...

والمعلوم ان احدى اهم ركائز الاستراتيجية الامريكية التي انتهجتها واشنطن في الشرق الأوسط وخاصة على الساحة العراقية منذ غزو العراق هو التحكم في إدارة المشهد السياسي في العراق بما في ذلك مختلف القوى المتصارعة على الساحة العراقية بما يؤمن تحقيق الاهداف والمصالح الامريكية في اطار الصراع الامريكي مع ايران من جهة ..وتحقيق امن اسرائيل من جهة اخرى..

رسائل خارجية
وعن تداعيات ونتائج هذا المشروع يرى الباحث العراقي نصيف الخصاف في تصريح لـ « المغرب» ان الموضوع لايزال قيد المناقشة ولم يصل بعد إلى أن يقر كقانون حتى بعد إقراره من مجلس الشيوخ فيجب ان يعرض للتصويت في مجلس النواب الذي يعارض فيه بعض نواب الحزب الديمقراطي القانون بالاغلبية..وهو لا يضيف جديدا على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة فالأمر لا يتعدى إيصال رسالة إلى دول الممانعة او محور المقاومة وكذلك إلى إسرائيل بأن الولايات المتحدة تقف معها وتعادي من يعاديها ولن تدخر وسعا في تنفيذ سياسته هذه».

اما عن الصراع الامريكي الايراني فيقول محدثنا :«هذا الصراع موجود ومتواصل وسيبقى وسيتخذ أشكالا أخرى اذ ليس بالضرورة ان يكون صراعا مسلحا ..فهو اخذ شكل تحالفات مع اقطاب فاعلة في السياسة الداخلية في العراق وكل طرف وجد حلفاءه الداخليين». ويرى محدثنا ان ثمة احتمالان لتطور الصراع بين الطرفين ليكون عسكريا الأول استخدام إيران لحلفائها بضرب او تهديد القوات الأمريكية والمصالح الأمريكية في العراق وقد كشفت الايام السابقة محاولتين من هذا النوع عندما تم اكتشاف صواريخ موجهة إلى قاعدة عين الأسد التي يتخذها الجيش الامريكي قاعدة له في الانبار. والثاني ان توعز الولايات المتحدة إلى إسرائيل بضرب أهداف منتخبة في العراق تعود إلى الفصائل المسلحة لإيران . ويرى الخصاف ان هذا الاحتمال مرجح اكثر من الاول وتؤكده تصريحات متكررة من مسؤولين اسرائيليين باحتمال ضرب اهداف في العراق».

ويؤكد الخصاف ان الولايات المتحدة لا تقوم بضرب الأهداف بنفسها كي تبقى خارج إطار ردود الفعل من قبل الجماعات الموالية لايران وكي لا تحرج حكومة عادل عبد المهدي الذي قد لا يستطيع تحمل تبعات قيام الولايات المتحدة الحليفة لحكومته بضرب أهداف تابعة لجهات مشتركة في حكومته قد لا تتعدى المدة التي ستقوم فيها إسرائيل بضرب أهداف في العراق شهر مارس القادم

خطر دائم
في المقابل يرى قاسم آل جابر الناشط السياسي العراقي لـ«المغرب» ان السياسة الخارجية الأمريكية غير واضحة وغير منظمة وفيها بعض التعقيد وخاصة تلك السياسات الموجهة للشرق الأوسط وذلك بسبب الصراع الحالي في منطقة الشرق الأوسط واتساع رقعة الفوضى والحرب وظهور الجماعات المسلحة المتطرفة .كل ذلك جعل من السياسة الأمريكية تعمل جاهدة لحماية الكيان الصهيوني. الغاصب. ويرى محدثنا ان الوضع في العراق ايضا غير بعيد عن تلك السياسات الأمريكية لوجود الجماعات الموالية لايران تهدد إسرائيل ومشروعها التوسعي. اضافة الىعدم قدرة حكومة العراق على السيطرة عليها او منعها من المشاركة في اية حرب قادمة في سوريا او لبنان او ايران بحكم سيطرتها على اغلب المناطق الغربية والقريبة من سوريا رغم ذلك فلا يزال هناك جماعات مسلحة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي تقوم بعمليات إرهابية في محافظات غرب العراق.. مثل كركوك والموصل وصلاح الدين رغم محدوديتها الا انها - بحسب محدثنا - تبقى انذار خطر مستمر وتهديدا حقيقيا للأمن القومي للعراق.

وراى ان نفس تلك الجماعات الإرهابية والمسلحة تقوم بعمليات اغتيال لشخصيات معروفة في الوسط الفني والثقافي والاقتصادي كان آخرها الكاتب والاكاديمي علاء مشذوب في محافظة كربلاء في محاولة لإرباك الشارع العراقي الذي تنفس الصعداء بعد تحرير العراق من جماعات داعش الإرهابية.

ورأى الناشط العراقي بان الوضع يسير نحو مزيد من التعقيد والضبابية والفوضى مشيرا الى انه لن تكون هناك نتائج إيجابية لهذا القانون، فالمنطقة ستعيش ازمة اخرى وحربا لا يمكن التكهن بنتائجها ومزيدا من الضحايا وستنتعش ظاهرة المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115