للحديث بقية: مقتل الكاتب العراقي علاء مشذوب اغتيال القلم

عندما تدفع ثمن حبر قلمك من دمك فاعلم انك في العالم العربي ...هنا يقتل روائي عراقي بثلاث عشرة طلقة رصاص بعد ساعات

على اطلاقه تصريحات ناقدة للوضع العام في بلاده ،مساء السبت الماضي وفي منطقة بان الخان تحديدا الواقعة ضمن الطوق الامني المتشدد للمدينة ، اغتيل الروائي العراقي علاء مشذوب ، امام منزله عند عودته من مقر اتحاد الكتاب والادباء في كربلاء ...
يقول المقربون منه انه كان ضحية قلمه الحر الذي كان يصدح مطالبا بتحسين الاوضاع المعيشية في بلد نخر فيه الفساد هياكله ومؤسساته ..حيث يتربع الفساد بانواعه من الاداري الى السياسي والطائفي على المشهد العام.. ولا تزال ملابسات الجريمة لم تكشف بعد..
وكان مشذوب عضوًا بنقابة الفنانين العراقيين، ونقابة الصحفيين العراقيين، والاتحاد العام للأدباء والكُتّاب فى العراق، وجمعية السلم والتضامن. وأصدر ما يقرب من 10 روايات ، بدأها عام 2014 بروايتيّ «مدن الهلاك ـ الشاهدان» و»فوضى الوطن»، ثم «جريمة في الفيس بوك» عام 2015، و»أدم سامي ـ مور» عام 2015، و«انتهازيون … ولكن» عام 2016، و«حمام اليهودي» عام 2017، و«شيخوخة بغداد» عام 2017. وجاء اغتيال الكاتب العراقي ليضاف الى سلسلة الاغتيالات التي شهدها بلاد الرافدين خلال الاعوام الماضية واستهدفت النخب المثقفة ..مثل اغتيال الفنان العراقي كرار النوشي..
ربما تستطيع يد الاجرام ان تغتال الكتاب والمفكرين والصحفيين وكل من امتهن حب القلم واراد من خلاله ان يبوح بجراة ويفضح تابوهات مجتمعه ...ولكن لا يمكن لرصاص الظلامية ان يغتال كتب ورصيد هؤلاء الكتاب ..فهي ستظل باقية شاهدة على عالم عربي يعيش تحولاته الاجتماعية والسياسية بعقلية العصور الجاهلية التي لا ترى في الحبر والقلم وفي الافكار الحرة ...الا خطرا على منظومته الفكرية الظلامية...
جريمة اغتيال الكاتب العراقي علاء مشذوب تحيلنا الى عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده قبل اكثر من شهر في اسطنبول ...تلك الجريمة التي لطخت عرش الرياض وزادت من دموية هذا البساط الاحمر الممتد الى كرسي السلطة، وهزت الرأي العام العربي والعالمي ...وخلفت وراءها عاصفة من التساؤلات عن الاسباب والدوافع وراء انتهاك حرمة الجسد والروح..فمتى يتوقف نزيف الدم في عالمنا العربي؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115