والتي أفضت الى التركيبة الحالية بقيادة سعد الحريري.ولعلّ اللاّفت هو وجود اربع نساء في الحكومة وترؤسهن لوزرات هامة مثل ريا الحسن التي كلفت على راس وزارة الداخلية اضافة الى الاعلامية والصحفية مي شدياق التي تسلمت وزارة التنمية الإدارية، وفيوليت خير الله الصفدي على رأس وزارة شؤون المرأة، وندى البستاني التي اسندت اليها وزارة الطاقة.
وقد جاءت ولادة الحكومة في ظل وضع داخلي صعب ومناخ اقليمي مضطرب ،واهم التحديات التي تواجهها هو الملف الاقتصادي والامني ..والمفارقة هي ولادة الحكومة في اليوم نفسه التي توقفت فيه جريدة لبنانية اخرى عن الصدور هي جريدة المستقبل لتنضم الى سلسلة الصحف التي غادرت المشهد الورقي في لبنان في ظل الازمة المالية التي تعاني منها عديد القطاعات في لبنان وفي مقدمتها قطاع الاعلام الورقي.
ولئن كان قانون التمثيل الطائفي والسياسي هو الغالب على التركيبة الحكومية الا انها وصفت بحكومة «لا غالب ولا مغلوب»خاصة انها جاءت بعد ان تم حل الخلاف بشأن معضلة تمثيل تيار 8 اذار اي تحالف حزب الله عون وحركة امل..ومن اجل تحقيق التوازن السياسي والإيديولوجي مع باقي الفرقاء والمحاور السياسية في لبنان وعلى راسها تيار 14اذار /مارس.
ولعل التحدي الاهم هو في كيفية تعامل الحكومة مع مستجدات الوضع الاقليمي خاصة في الجوار السوري ، حيث ان لبنان دفع ثمنا باهظا نتيجة الحرب الدائرة في سوريا ...لذلك فان ملف عودة اللاجئين السوريين هو من الاهمية بمكان في ظل الحاجة الى تحديد طبيعة العلاقات المستقبلية مع الجار السوري في وقت تقوم فيه عديد دول المنطقة بمراجعات دبلوماسية تمثلت بإعادة فتح سفاراتها في سوريا.
اذ لا يخفى ان حزب الله الذي يتمثل في الحكومة بثلاث حقائب وهو الحليف الاساسي للنظام السوري والشريك الاساسي له في الميدان في ظل الحرب الكبرى الدائرة على الساحة السورية، سيدلي بدلوه في هذا المجال اي في تحديد مسار العلاقات اللبنانية- السورية، خاصة ان العدو الصهيوني يحاول التوغل اكثر في المنطقة ويبقي عيونه مفتوحة على ما يجري في لبنان وسوريا .