حظوظ الفرضية القائلة أن سوريا باتت قاب قوسين أو أدنى من الرجوع الى أسوار جامعة الدول العربية بعد سنوات من تجميد عضويتها. وجاءت تصريحات الحكيم في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو. ويرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الروسي الى عدد من الدول المغاربية من بينها تونس الجزائر والمغرب حملت في جرابها مطلب عودة سوريا الى المشهد العربي كإحدى اولويات المشهد الراهن وذلك قبيل القمة العربية المزمع انعقادها خلال شهر مارس المقبل بتونس.
وقال الحكيم، «ناقشنا ثلاثة محاور رئيسية أولها العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية والعراق، والمحور الثاني القضايا الإقليمية المتعلقة بسوريا وفلسطين وإيران، والجزء الثالث المتعلق بالعلاقات الدولية».وأضاف: «لا بد من حل الأزمة السورية، ونحاول إيجاد حل لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية»، مشيرًا أن بغداد تدعم عودة دمشق إلى الجامعة العربية «مرة أخرى».
وأشارت تقارير اعلامية عربية في نفس السياق الى انّ اجتماع وزراء خارجية السعودية والكويت والبحرين والإمارات ومصر والأردن المقرر انعقاده بالاردن اليوم الخميس سيتناول بالنقاش ايضا ملف عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية باعتبار ما حققه النظام السوري من تقدم على الصعيد الميداني والسياسي على حد سواء. علما وان تقارير سابقة أكدت وجود مساع اردنية حثيثة وأيضا مساع اخرى يدعمها حلفاء نظام بشار الاسد واهمهم سوريا لإنهاء تعليق عضوية دمشق.اذ كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، نضال الطعاني، في ديسمبر المنقضي عن وجود مساع أردنية على المستويين البرلماني والحكومي في سياق اعادة سوريا الى الحضن العربي .
وعلى صعيد المواقف العربية من هذا الملف اعتبرت رئاسة الجمهورية في تونس أن «مكان سوريا الطبيعي هو المجموعة العربية» ، كما أكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أن «عودة سوريا لجامعة الدول العربية تقتضي قرارا توافقيا من كل أعضائها» موقف المغرب لم يكن بعيدا عن الموقف التونسي والذي جاء على لسان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي أكد أن «المغرب لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق، مضيفا « أن هناك تغيرات طرأت على أرض الواقع في ما يخص الوضع السوري ينبغي أخذها بعين الاعتبار، بقدر الحاجة والضرورة الماسة إلى وجود دور وتنسيق عربيين قبل اتخاذ أي قرار».
الموقف اللبناني كان أكثر وضوحا في هذا السياق اذ دعا خلال القمة الاقتصادية العربية التي احتضنتها بيروت بداية الشهر الجاري ، دعا الى ضرورة عودة سوريا الى المشهد العربي وذلك على لسان وزير خارجيتها جبران باسيل الذي قال ‘’سوريا يجب أن تعود إلينا، لنوقف الخسارة عن أنفسنا قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب’’. ايضا الموقف المصري قال عنه باحثون انه يصب في خانة مساندة العودة اذ مثلت زيارة اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني في النظام السوري النادرة الى مصر منذ كانت نقطة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية السورية التي تدهورت منذ اندلاع الازمة في دمشق سنة 2011 .
تغيّرات متتالية
هذا وتشهد المعادلة السورية هذه الآونة تطورات متلاحقة بدأت بفتح سفارات عدة دول في دمشق بعد سنوات من قطع العلاقات بين سوريا وجيرانها العرب واغلب دول العالم مع وجود انباء عن وجود مساع حثيثة لإعادة سوريا الى احضان الجامعة العربية ولم لا مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في مجريات القمة العربية المقرر انعقادها في تونس خلال شهر مارس المقبل.
وفي وقت سابق أعلنت الإمارات أوّلا تلتها البحرين عودة عمل سفاراتها في دمشق بعد سنوات من انقطاع العلاقات بين الدول الخليجية والعربية ايضا من جهة وسوريا من جهة اخرى بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت منذ 2011. وسبق ذلك زيارة مثيرة للجدل أدّاها الرئيس السوداني عمر البشير لسوريا قبل ايام. ولئن ربط مراقبون هذه المتغيرات بدخول المعادلة السورية مرحلة مابعد الحرب ، يرى مراقبون ان هذه المتغيرات قد تشهد تطورات اكثر في قادم الايام باعتبار ان عودة الامارات والبحرين الى الساحة السورية يعني بما لا يدعو مجالا للشك ان البيت الخليجي عامة بما فيه المملكة العربية السعودية غيّرت مواقفها المتشددة ازاء بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في سدة الحكم في سوريا. تبعا للمتغيرات والتراكمات الاخيرة سواء المتعلقة بتغير التحالفات الاقليمية والدولية ، وانسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الميدان السوري و دخول اللاعب التركي بكل ثقله الى المعركة .