ليبيا: مجلس الدولة يطالب بتعيين آمر للمنطقة العسكرية الجنوبية

قامت الاجهزة الامنية والشرطة العسكرية التابعة للقيادة العامة بعمليات مداهمة لعديد الاحياء السكنية في «سبها» للقبض على المطلوبين من

عناصر الجماعات الارهابية وعصابات الجريمة ، وذلك ضمن العملية التي اطلقها الجيش الليبي في سبها والجنوب عامة والتي دخلت اسبوعها الثالث وسط ترحيب شعبي .

وكانت عملية تطهير الجنوب من الجماعات الاجنبية المسلحة وعصابات التهريب والجريمة والاتجار بالبشر لاقت ردود افعال متضاربة محليا ودوليا. حيث تعالت اصوات الاخوان المسلمين منددة بالعملية، اذ تحوّل وفد من قيادات مصراتة لطرابلس اين التقى رئيس المجلس الرئاسي السراج. اذ نقل وفد مصراتة معقل جماعة الاخوان للسراج تخوفه من عسكرة الدولة . في اشارة واضحة لسيطرة قوات الجيش على عاصمة الجنوب بها يعني تزايد نفوذ القائد العام خليفة حفتر.

يرى مراقبون بان تلك المخاوف مبالغ فيها ولا علاقة لها بالواقع ، باعتبار أنّ أهداف العملية العسكرية في الجنوب معلنة والقيادة العامة اعلنت ، وأكدت بأنها تعمل فقط على تطهير الجنوب من الجماعات المسلحة الاجنبية والعصابات الاجرامية بعد ما تردت الاوضاع الامنية في المنطقة بشكل لافت وعجزت حكومة السراج عن فعل شيء . المراقبون شددوا على ان جماعة الاخوان اعتادت على التقليل من نجاحات الجيش وإظهار التخوفات كلما تقدم الجيش خطوة الى الامام .

تعالت ذات الاصوات لإبراز الدمار وما وصفته الجماعة بتهريب السكان ومنع النازحين من العودة الى ديارهم، واردف المراقبون بان الفجوة مازالت كبيرة بين رموز جماعة الاخوان والجماعة المقاتلة من جانب والقائد العام للجيش الليبي من جهة ثانية . علما بان تلك التنظيمات الماسكة للسلطة في طرابلس عملت منذ 2011 على خلق اجسام موازية للمؤسسة العسكرية مثل قوات الدروع والمجالس العسكرية ورصدت لها المليارات.بسبب هذه السياسة تغلغل الارهاب وجاء تنظيم انصار الشريعة من رحم تنظيم القاعدة ، ثم جاء وولد تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي من رحم انصار الشريعة.

في سياق عرقلة اي تقدم و تفعيل للجيش اشرف الاخواني خالد المشري رئيس مجلس الدولة على اجتماع لرؤساء اللجان التنفيذية بالمجلس وأجمع الحضور على رفض عملية تطهير الجنوب . مطالبين المجلس الرئاسي باتخاذ قرار سريع بتعيين امر للمنطقة العسكرية الجنوبية ، وهو ما سوف يؤدي الى صدام مسلح بين قوات الجيش والمجموعات المسلحة التابعة للرئاسي في حال تمكن الرئاسي من ارسال مجموعات الى الجنوب..

يأتي طلب مجلس الدولة الواقع تحت نفوذ الاخوان لتكريس ظاهرة التخبط والعبث السياسي وعدم البناء على نجاحات رئاسة اركان مجلس النواب وتجاهل الحقيقة التي تؤكد بان العدو في الجنوب لا يفرق بين حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة.

«نجاحات» داخلية الوفاق
رغم العراقيل وقلة الامكانيات تواصل داخلية حكومة الوفاق تنفيذ الترتيبات الامنية في طرابلس ، في هذا الاطار استكمل فتحي باشاغا زياراته الى مديريات امن طرابلس الكبرى للوقوف على الحاجيات وكيفية تدارك النقائص المسلحة.ونقل شهود عيان من طرابلس بان الوضع الامني تطور نحو الافضل، ولولا حرب جنوب طرابلس الاخيرة لأمكن مشاهدة عودة العديد من البعثات الدبلوماسية .

ويراهن وزير الداخلية المفوض كثيرا على دعم الشركاء الدوليين . سيما فرنسا وايطاليا . وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ترأس بدوره عدة لقاءات امنية بحضور وزير الداخلية من اجل اعادة الامن لطرابلس و باقي المدن.
المحصلة ان النجاحات في شتى المجالات سواء العسكرية او الامنية موجودة هنا وهناك وما على الفرقاء الليبيين إلاّ البناء عليها، وذلك هو السبيل لإنهاء الفوضى وتهيئة الظروف لانجاز الاستحقاقات السياسية القادمة اما دون ذلك فهو اهدار للوقت .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115