لتزيد من حجم الصعوبات التي تعيشها البلاد ، خاصة انها لم تتجاوز بعد «ازمة» اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وما رافقها من ضغوطات خارجية... ويقول الاتحاد الاوروبي بان وضع السعودية في هذه القائمة -التي تضم 16 دولة - يأتي على خلفية تراخي السلطات في السيطرة على تمويل الارهاب وغسل الاموال..
وفي الحقيقة فانه منذ تولي محمد بن سلمان الحكم ، دخلت المملكة في اتون ازمات وصراعات كبرى اقليمية ودولية ، فقد انخرطت في «عاصفة الحزم» في مارس سنة 2015 ضد الحوثيين في اليمن ، هذه «العاصفة» التي زادت الوضع بؤسا في اليمن مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحي واكثر من مليوني مشرد وحولت اليمن «السعيد» الى بلد موبوء بالأمراض والفقر والمجاعة ...
وبعد حصار قطر تفاقمت الازمة الخليجية وزادت الهوة داخل البيت الخليجي ، وتزامن هذا القرار مع زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى الرياض اين عقدت القمة الامريكية السعودية ..والتي اعتبرها شق واسع من المتابعين بأنها كانت بمثابة اعطاء الضوء الاخضر الامريكي للسياسات السعودية الجديدة في عهد بن سلمان...وقد ربطها البعض ايضا بصفقة القرن المشؤومة التي بدأت اولى معالمها ترتسم مع الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ،ونقل سفارة واشنطن اليها في تحد صارخ لكل المواثيق الدولية وللحقوق التاريخية للفلسطينيين.. كما وجدت الرياض نفسها تدخل في ازمة اخرى مع كندا بعيد تصريح للسفارة الكندية دعت فيه إلى «الإفراج الفوري» عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان موقوفين في المملكة. وردا على هذا التعليق، استدعت السعودية سفيرها لدى أوتاوا «للتشاور»، وسارعت الى قطع العلاقات مع كندا..
وتبدو اليوم الرياض احوج ما تكون الى اعادة قراءة شاملة لسياساتها الخارجية خاصة بعد كوارث الحروب التي انخرطت فيها المملكةوالتي لم تجلب سوى الويلات لشعوب المنطقة .. ففي خضم التحولات الجيواستراتيجية الخطيرة الجديدة التي يعيشها العالم العربي،فان اغلاق صفحة الحروب وفي مقدمتها الازمة اليمنية ، تبدو من الاهمية بمكان ، من اجل اعادة الاستقرار المفقود ، واخماد هذا «البركان» العربي الذي انفجر منذ ثماني سنوات دون توقف..