المنسق العام للتحالف العربي من أجل السودان وضاح تابر لـ«المغرب»: لا خروج من الأزمة إلاّ باستعادة الديمقراطية والحريات وقيام دولة المواطنة

اكد المنسق العام للتحالف العربي من أجل السودان الباحث السوداني وضاح تابر أن ما يحدث اليوم

في السودان هو انتفاضة شعبية شارك فيها اغلب التشكيلات الاجتماعية
وأشار في حديثه لـ«المغرب» الى ان المطالب تتركز بالاساس على التداول السلمي للسلطة وتحسين الوضع المعيشي ..وقال ان الغالبية العظمي من الشعب السوداني توافقت على اسقاط النظام وبناء نظام ديمقراطي تعددي، نظام مواطنة يكون فيه الانتماء الى الدولة على اساس الحقوق والواجبات. مؤكدا على رفض السودانيين تكرار سيناريو التدخل الخارجي كما حصل في دول عربية اخرى.

• ما هي أسباب الاحتجاجات المتواصلة في السودان؟
ينظر أغلب الفاعلين السياسيين فى الأحزاب أو النقابات الموؤودة بفعل النظام او التشكيلات شبه النقابية والمطلبية او بقية تكوينات منظمات المجتمع المدني والحقوقي على ان هذه التظاهرات والتي بدأت بشكل مستمر من يوم 19 ديسمبر وحتى يومنا هذا على انها مظاهرات تختلف عن كل التي سبقتها طوال حكم الاسلاميين الذي أستمر قرابة الـ 30 عاما، بل تختلف من حيث الكم والنوع والاسلوب حتى عن ثورتي اكتوبر 1964 وأفريل 1985، فعلى النطاق الآفقي امتدت على أغلب مدن وقري السودان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا وفي العاصمة، وشملت الريف كما شملت الحضر، كما انها ضمت كل الفئات العمرية من16 الي 70 ثم انها شملت النساء والرجال شابات وفتيان، كما شكلت كل القطاعات المهنية أطباء، مهندسين، معلمين، صحافيين، موظفين فى القطاع الخاص والعام وصغار التجار ، كما شملت السودانيين في الداخل وفي الخارج.

اسباب الاحتجاجات كثيرة الاحزاب مثلا تريد الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بشكل اكبر من بقية المطالبات الاخرى. والمهنيون يريدون تحسين حياتهم ووضعهم المعيشي وترقية المهنة وتطوير الاداء ، الكيانات الاجتماعية والمطلبية لها قضايا كبيرة مرتبطة بالاراضي ومصادرتها لصالح المستثمرين وببناء السدود وبالقضايا البيئية، مثل تاثيرات مصانع الاسمنت والقضايا الناتجة عن التكنولوجيا الصينية المتخلفة في استخراج البترول وتاثيرات السنايدر من خلال استخراج الذهب. بالاضافة الي قضايا الفساد ونهب الموارد فساد قيادات النظام واسرة الرئيس وقيادات الحركة الاسلامويية ( حزب المؤتمر الوطني الحاكم) بالاضافة الى القضايا الاهم لبقية سكان اطراف السودان مثل الحروب الدائرة في اقليم دارفور و منطقة جبال النوبة بجنوب كردفان وفي ولاية النيل الازرق، اذا يطالب المواطنون بالاستقرار والامن والسلام بجانب حقوقهم في التنمية العادلة والمتوازنة، يضاف الى ذلك الحريات العامة مثل حرية التعبير وحرية الصحافة والاعلام وحق الاحزاب في اقامة الندوات في الميادين والساحات وحقها في حرية العمل السياسي والاعلامي والانتهاكات التي تطال نشطاء ومنظمات المجتمع المدني من اعتقال تعسفي وقتل خارج نطاق القانون واختفاء قسري وقلق ومصادرة الجمعيات الحقوقية . والرقابه القبلية للصحف ومصادرتها وتكميم الأفواه لكل من يخالف سياسة الدولة وايضا المطالب الشعبية الداعية لتخليص البلاد من نظام التمكين الذى اعمل معول هدم فى بناء دولة المواطنة وذهب بالبلاد الي دولة الدين ودولة الشريعة والشعارات التي اكتشف الشعب انها اكاذيب ومحض آحابيل اسلاموية لا تستوي على ساق.

• اذن كيف هو المشهد اليوم ؟
المشهد ان الغالبية العظمى من الشعب السوداني توافقت على اسقاط النظام وبناء نظام ديمقراطي تعددي، نظام مواطنة يكون فيه الانتماء الى الدولة على اساس الحقوق والواجبات.

• ما هو الطريق للخروج من الازمة الراهنة؟
لا خروج من الازمة الا بذهاب النظام واستعادة الديمقراطية والحريات وقيام دولة المواطنة ومحاكمة كل من افسد او أجرم في حق الوطن والمواطن.

• وهل تعتبر ان ما يحدث اليوم امتداد لما يسمى «ثورات الربيع العربي»؟
لا ينظر السودانيون الى الربيع العربي بوصفه ثورات وطنية بل ينظرون اليه بوصفه حركات احتجاجية تطورت بالتدخل الاقليمي والدولي الى انتفاضات احدثت نوعا من التغيير .وما عرف بالربيع يختلف من دولة الى اخرى. اما السودانيون فهم يفخرون فقط بتاريخهم وارثهم السياسي السباق في مجال تغيير الانظمة بالانتفاضات. فكل الثورات / الانتفاضات/ التي قامت في البلدان العربية مؤخراً جاءت بعد ثورات السودان اكتوبر1964 وأفريل1985

• قراءتكم لزيارات عمر البشير الخارجية الاخيرة ؟
بالنسبة لزيارة سوريا فهي لكسب ود الاتحاد السوفيتي من أجل معادلات خاصة بالمنطقة. والغريب في الأمر أن كل دول الجوار تلعب دور المتفرج تجاه ما يحدث في السودان من جانب الرسمي أو الاعلامي وكأنهم يريدون أن يستمر هذا النظام من أجل مصالحهم الخاصة. مع العلم أن الحكومة مهما طال أمدها فسوف تذهب وتبقى الشعوب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115