من قوات الكرامة في حال عودتهم الى ديارهم، في حين هددت الولايات المتحدة وبريطانيا ، بإمكانية التحرك في مجلس الأمن الدولي، لفرض عقوبات جديدة على «المفسدين» الذين يهددون السلام، ويسعون إلى زيادة مكاسبهم وإبقاء الوضع الراهن في ليبيا دون تغيير.
الى ذلك عرض المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا احاطته الدورية امام مجلس الامن الدولي لتشخيص الواقع على مختلف الاصعدة وكيفية تخطي العقبات والعراقيل .
نقطة الضوء الوحيدة في الاحاطة الجديدة تتمثل في حديثه عن انخفاض الاسعار ب 40 % ومن خلالها اراد غسان سلامة الاشارة الى نجاح نسبي في خطة الاصلاح الاقتصادي والتخفيف من معاناة المواطن جددت الرهان على مخرجات الملتقى الجامع، وربما الجديد في سياق التحضير لهذا هو ذكر سلامة بان الملتقى هو الذي سيحدد مسار الانتخابات الرئاسية والتشريعية كما اشار التقرير او الاحاطة الى حقيقة الوضع الامني في سبها ان اكد سلامة تواجد مرتزقة اجانب وجماعات ارهابية . مطالبا بضرورة مواجهة تلك المجموعات و تظافر الجهود ما بين حكومة الوفاق و باقي الاطراف المحلية و الدولية ، إلا ان التقرير الذي قدمه لاقى ردود فعل منتقدة منها ماجاء على لسان عارف النايض .
اما عن مدينة درنة فقد اكد بان العنف فيها لن يتوقف .يرى متابعون لتقارير المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة بان التقرير الجديد لم يأت بجديد فما تضمنه من نقاط جرى تداولها خلال الايام الاخيرة . ويعيب المتابعون بان بعثة الامم المتحدة عاجزة حتى عن تشخيص الحالة الليبية .فكل ما يستعرضه التقرير هو اقرب الى عناوين وتتعلق بمستجدات مضت و لم يسبق للبعثة الاممية ان اعترفت بأخطاء قامت بها أو نقلت بأمانة ما يعترضها من صعوبات بعد انتقالها الى طرابلس .
لذلك نتحدث عن شبه تململ داخل البعثة بعد انتقالها الى طرابلس باعتبار أن المكان الحالي للبعثة هو عبارة عن سجن .مقر الشركة الهندية بطرابلس .حيث تعمل البعثة تحت حراسة مشددة لأسباب امنية معلومة في ظل الوضع الذي يعمل فيه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق .
أية اجراءات يمكن للمجتمع الدولي القيام بها؟
المشهد الراهن سياسيا وعسكريا وامنيا ضبابي وغامض فالجنوب مختطف من طرف الجماعات الارهابية و مافيا التهريب والمجموعات المسلحة المارقة عن القانون انقسام وتجاذبات بين برقة وطرابلس ومنطقة وسطى يخطط تنظيم داعش الارهابي لاستعادتها من جديد .مدينة سرت .وسط هذا يحاول فائز السراج تخطي العقبات من خلال اعادة المقاطعين للرئاسي وتوحيد المؤسسات السيادية غير ان شيئا من ذلك لم يتحقق . و كانت الولايات المتحدة و بريطانيا اكدتا بأنه على المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات قبل ان تتحول الاوضاع الى جحيم.
السؤال المطروح هنا ما طبيعة تلك الاجراءات وهل يدرك الجميع بان الليبيين يرفضون مطلقا ارسال قوة حفظ سلام الي بلادهم، ويعلنون رفض التدخل الخارجي بينما الواقع يؤكد بأن كثيرا من الاطراف الليبية ترحب بذلك التدخل بوسائل مختلفة ولولا ذلك التدخل ما استطاعت تلك الاطراف البقاء في مواقعها .
الليبيون كذلك يعرقلون مبادرات توحيد الجيش وتفعيل الامن والقضاء وبالتالي يبدو من الصعب على المجتمع الدولي اتخاذ اية اجراءات والمبعوث الاممي يدرك هذه الحقائق .خلاصة توصل اليها سلامة بعد سلسلة اجتماعات و حوارات في اغلب مناطق ليبيا لذلك اقتنع المبعوث الاممي بان الرهان لن يكون إلا عن مخرجات الملتقى الجامع المتوقع انعقاده قريبا و فرض مجلس الامن الدولي مخرجات الملتقى على الليبيين جميعا . مع ان ذلك الفرض فيه وجوبا اكراهات على بعض الفرقاء السياسيين والعسكريين ورؤية الامم المتحدة للحالة الراهنة في ليبيا تعتمد على شعار واحد مضمونه الوطن للجميع و يسع الجميع و كفى عبثا سياسيا .