بحسب ما اكدت وزارة الدفاع الروسية . وشملت الغارات الاسرائيلية مواقع عديدة وادت الى تضرر البنية التحية في مطار دمشق الدولي ..في حين تمكنت الدفاعات الجوية السورية من تدمير أكثر من 30 صاروخ كروز وقنبلة موجهة خلال الضربات الجوية الإسرائيلية.
ومنذ اندلاع الازمة السورية في مارس من عام 2011 واسرائيل تترصد بشكل دائم الترسانة العسكرية السورية في محاولة لإضعافها ... وقد وقعت حوادث عديدة طيلة السنوات الماضية لعل اخطرها عملية مقتل القيادي في حزب الله سمير القنطار في جرمانا على مشارف دمشق بصاروخ جو ارض اطلقته بحرية الاحتلال ... وقد كان مطار دمشق الدولي عرضة للغارات الجوية المتكررة فتم قصفه قبل اسبوع من قبل الاحتلال، وتزعم سلطات الاحتلال ان الغارات الجوية تستهدف مواقع تابعة لايران ...
فسوريا التي تعيش حربا اهلية ضروسا ،تحولت بعد ثماني سنوات من الاضطرابات الى ساحة جديدة لصراع القوى الكبرى على النفوذ في المنطقة ،ولعل اخطرها التحالف الاسرائيلي الامريكي ضد ايران ...
خفايا الهجوم
في هذا السياق يقول الباحث العراقي في شؤون الشرق الاوسط نصيف الخصاف لـ«المغرب».. أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة إستهدفت –حسب المصادر الإسرائيلية والغربية- مواقع لفيلق القدس الإيراني في سوريا، وقد لا يبدو التوصيف دقيقا جدا، فالغارات استهدفت مطار دمشق من بين أهداف أخرى وهناك أربعة جنود من الجيش السوري من بين قتلى الغارات العدوانية.
وأضاف أنّ هذه الغارات جاءت لتؤكد ثلاثة أهداف إسرائيلية-أمريكية فيما يتعلق بسوريا، من بينها إن هناك اتفاقا إسرائيلي أمريكي للتعامل مع التواجد الإيراني في سوريا من قبل «إسرائيل» كبديل عن أمريكا التي لا ترغب بالمزيد من التورط في الملف السوري كما أعلن ذلك مرارا الرئيس ترامب، فهي تقدم الدعم السياسي والإعلامي وربما الإستخباراتي في ما يتعلق بالأهداف التي يمكن ضربها، وتبقى بمنأى عن ردود الافعال الإنتقامية من حلفاء إيران في سوريا والمنطقة .
وقال الكاتب العراقي أن الهدف الآخر هو إثبات قدرة «إسرائيل» على الوصول إلى الأهداف التي تريد ضربها بعد تزويد سلاح الدفاع الجوي السوري بمنظومات أس 300 الروسية التي كثر الحديث عنها، وقد فشلت في إثبات ذلك حيث تم إسقاط ما يقارب الـ30 هدفا جويا خلال العملية، والأمر الآخر التي أثبتته الغارات الإسرائيلية، إنّ «إسرائيل» غير آبهة بالمجتمع الدولي وإنّها تفعل ما يحلو لها دون تلقي أيّ ردود أفعال من قبل المجتمع الدولي والدول الغربية تحديدا.
العلاقات التركية الأمريكية
فيما يتعلّق بالعلاقات الأمريكية التركية، قال محدّثنا أنّ «هناك شبه إتفاق بين الطرفين على موضوعين رئيسيين الأوّل، أن تتولّى تركيا مسؤولية فرض الأمن في الشريط الحدودي مع سوريا وما يتطلّبه ذلك من عمليات عسكرية وربما سياسية مع أطراف ما يسمى «المعارضة السورية» مثل الجيش السوري الحر، وجبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) وغيرها، والأمر الآخر الذي حصل الإتفاق عليه، هو عدم السماح بقيام كيان كردي في شمال شرق الفرات، واي حديث عن المظلة الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لن يتعدى إدخالهم في مفاوضات الوضع الأخير في سوريا، والحصول على الحماية الشخصية لأفراده، المشكلة إن أفراد هذه المجاميع كلها لم يعرفوا بعد ولم يصدقوا إنهم ليسوا أكثر من بيادق للوصول إلى تسويات معينة بين اللاعبين الكبار في المنطقة» على حد قوله.
وتابع الخصاف بالقول ان «لن تكون للضربة الإسرائيلية تداعيات كبيرة لأن الوضع العام في المنطقة غير مهيئ لهكذا أمر، فلا إيران في ظل الحصار الذي تعيشه ترغب في توسيع دائرة الصراع فتزيد من وضعها سوءا، ولا سوريا على إستعداد لأن تخوض حربا مع إسرائيل بمفردها وهي لم تخرج بعد من حربها مع المجاميع الإرهابية،وغير مستعدة كذلك على أن تكون ساحة صراع بين إيران وإسرائيل على حسابها» وفق تعبيره.
وأكد محدّثنا وجود إحتمالين لردود الافعال المحتملة من جانب إيران أو حلفائها، الأول هو ضرب إيراني صاروخي لأهداف للمجاميع الإرهابية في شمال شرق الفرات أو ربما على مقربة من حدود الجولان فقط لتثبت إيران قدرتها على الوصول إلى العمق الإسرائيلي كنوع من تحقيق هدف الردع، والإحتمال الآخر هو تصعيد المواجهة بين حلفاء إيران داخل قطاع غزة والضفة الغربية وربما جنوب لبنان-وهذا إحتمال خطير جدا- وبين إسرائيل. مضيفا أن الوضع في سوريا يسير نحو الحل الدبلوماسي رغم كل ما يحدث بعد تيقن القوى التي تقف خلف المجاميع المسلحة من إستحالة تحقيق هدف إسقاط النظام، لأن ذلك يعني كابوسا حقيقيا للمنطقة كلها وهي غير مستعدة لتحمل ما قد ينتج عن ذلك من صراع قد يأخذ بعدا طائفيا لن ينتهي لسنوات.