تؤرق الجانبين العربي والأمريكي على علاقة بملفات سوريا العراق اليمن ايران والخليج العربي وفلسطين . ويرى متابعون ان هذه الزيارة التي يؤديها وزير الخارجية الامريكي الى الشرق الاوسط تأتي بالتزامن مع القرار الأمريكي الانسحاب من الميدان السوري وما تبع ذلك من ارهاصات وتعقيدات وأيضا في وقت تشهد فيه المنطقة غليانا مستمرا سواء على الصعيد السياسي أو الأمني .
وسيزور بومبيو كلا من السعودية والأردن ومصر والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت، لمدة 8 أيام، اذ استهل يوم الثلاثاء المنقضي جولته بزيارة عمان لتستمر الجولة الى حدود الـ15 من الشهر الجاري ويزور خلالها الأردن مصر والبحرين وقطر والإمارات والسعودية والكويت وسلطنة عمان والعراق.. وتعد هذه الجولة الشرق اوسطية هي الاولى لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الى المنطقة العربية منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من سوريا. اذ يؤكد متابعون أنّ الغرض الرئيسي هو مراجعة الخطوط العريضة للقرار الأمريكي حول سوريا وأيضا طمأنة حلفاء امريكا خاصة الدول الخليجية حول خطوتها الاخيرة التي فتحت الباب أمام دور تركي اكبر في سوريا وهو مايؤرّق باقي الدول وأهمهم السعودية. كما تتزامن هذه الجولة مع جولة اخرى يقوم بها مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون تشمل «إسرائيل» وتركيا.
تداعيات الانسحاب
اذ مثل القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا مفاجأة للداخل الأمريكي ودول الاقليم على حد سواء ادى منذ اعلانه الى استقالة مسؤولين بارزين في ادارة البيت الابيض والحكومة اهمها استقالةجيمس ماتيس من منصب وزير الدفاع الأمريكي، والجنرال المتقاعد جون كيلي من منصب كبير موظفي البيت الأبيض.
ويخشى حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط من ابعاد هذا القرار وتأثيراته على النفوذ الايراني في المنطقة خصوصا في سوريا اليمن والعراق، علما وان ايران حليفة لكل من النظام السوري وأيضا حليفة للجانب الروسي المزاحم للنفوذ الامريكي في الشرق . ويزيد غموض الجدول الزمني لسحب القوات الامريكية من سوريا من مخاوف حلفاء واشنطن خاصة السعودية و»اسرائيل».
وتبحث واشنطن الى جانب طمأنة حلفائها عن مواقف واضحة وداعمة لقرارها في سوريا، وأيضا داعمة لرؤية الرئيس الامريكي في الشرق الاوسط خاصة وأنّها تأتي مخالفة بصفة كبيرة للسياسات التي اتبعها سابقوه من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية . كما يؤكد متابعون ان هذه الزيارات التي يؤديها وزير الخارجية الامريكي تبحث ايضا جهود توطيد العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية ، في ظل تقارب عربي – صهيوني مثير للجدل في الآونة الاخيرة . وأيضا مناقشة مشروع صفقة القرن بخصوص القضية الفلسطينية ومحاولات امريكا الجاهدة للحصول على ضوء اخضر عربي لتمريره.