الكاتب والباحث السوداني عوض عثمان عوض لـ «المغرب»: حضور الوعي الثوري هو الذي يجنّب السودان الانزلاق في أجندات خارجية

• ما يحدث في السودان اليوم هو مخاض لثورة حقيقية

اكد الكاتب والباحث السوداني وعضو التحالف العربي لدعم السودان عوض عثمان عوض ان ما يحصل اليوم في السودان يهدف الى تحقيق التغيير الجذري والشروع في بناء وطن صحي أسسه هي الحرية والسلام والعدالة في دولة المواطنة التي ستكون هي المظلة التي تأوي الجميع بغض النظر عن الجهة أو القبيلة أو اللون أو المعتقد مشيرا الى ان الشعب السوداني على وعي كامل بخطورة أي تدخل اجنبي إذ لا احد يحرر الوطن غير أبنائه. وأنّ السودان شهد عديد الثورات في تاريخه ولم يستعن خلالها المحتجون باي تدخل خارجي حفاظا على سيادة وطنهم وامنه.

• اولا قراءتكم للاحتجاجات في السودان؟
الاحتجاجات -ولو أنها أتت متأخرة جدا-، أي بعد ثلاثين عاما من حكم الجبهة الإسلامية الفاسد، فهي خير من أن لا تأتي. ما يحدث في السودان اليوم هو مخاض لثورة حقيقية في عمق وعيها إرادة التغيير الجذري للدائرة الشريرة التي يدور فيها السودان منذ استقلاله من المحتل الانقليزي وحتى اليوم. أعني ديمقراطية يليها انقلاب عسكري وهكذا.
التغيير الجذري هدفه خلق قطيعة مع الماضي الذي أسس لحالة الوطن المنهار والشروع في بناء وطن صحي أسسه هي الحرية والسلام والعدالة في دولة المواطنة التي ستكون هي المظلة التي تأوي الجميع بغض النظر عن الجهة أو القبيلة أو اللون أو المعتقد. الظروف الموضوعية خلال ثلاثة عقود راكمت كما هائلا من المظالم والغبن والغضب وها هي تنفجر بشكل واع في الشوارع لتكمل رحلتها النضالية حتى تصب في كأس الثورة التي يصبو إليها كل الشعب السوداني ليرشف نخب حريته المسروقة غدرا بأيادي الجبناء.

• وما اسباب الازمة والى أين يسير الوضع اذن؟
أسباب الأزمة واضحة كما الشمس، وهي أنه في ليلة الثلاثين من جوان المشؤوم في عام 1989 أتت عصابة من جنرالات الجيش التابعين للجبهة الإسلامية القومية واستولت على السلطة عن طريق انقلاب عسكري قوض حكومة ديمقراطية ومنتخبة من قبل الشعب السوداني. هذا هو السبب الرئيس الذي أدى ولا بد أن يؤدي إلي الإنفجار الثوري المحتم. 30 عاما من القتل والدمار وانعدام الحريات العامة والحروب المفتعلة والانفراد بحكم البلاد ونهب كل مواردها وسرقة الأموال وتهريبها إلى خارج الوطن كل هذة أسباب تضافرت ووصلت إلى مرحلة ما نشاهده اليوم من انفجار منطقي.الوضع يسير نحو ولادة سودان جديد بعد المحاسبة والقصاص من كل الذين ارتكبوا جرائم في حق الشعب السوداني. نحو الحرية والخلاص وبناء سودان جديد يسير كل الشعب الممتلىء بالوعي والأمل.

• ما مدى المخاوف من استغلال المطالب الشعبية وتوظيفها سياسيا من قبل اطراف خارجية كما حصل في اطار ما يسمى بـ«الربيع العربي»؟
للشعب السوداني إرث نضالي مشهود وتوثقه كتب التاريخ. انجز ثورة اكتوبر 1964 واطاح بحكم الديكتاتور الجنرال عبود. وأيضا أنجز ثورته الثانية في أفريل 1985 ضد الديكتاتور الجنرال جعفر نميري واطاح به. هذا الإرث محفوظ لدى الذاكرة الجمعية للشعب السوداني. الأهداف واضحة والوسائل تم تحديدها وهي اسقاط النظام الفاسد وبناء وطن حر ومفتوح لكل افراد الشعب. إذا ارتهن الشعب لعنصر خارجي كي ينجز ثورته فبالتأكيد ستكون زائفة، إذ لا احد يحرر الوطن غير أبنائه. وايضا كل عنصر خارجي يقوم بدعم الثورة فهو بعد إنتصار الثورة سيسجنها هي ذاتها.كما قلت حضور الوعي الثوري هو الذي يجنب الانزلاق في أجندات خارجية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115