للحديث بقية: 2019 ...هل يكون عام التسويات ؟

يطوي العالم خلال الساعات القادمة صفحة سنة 2018 بكل ما حملته معها من خيبات وازمات

على المستويين العربي والدولي ..فيما تبدو الانظار موجهة الى العام الجديد وما سيحمله معه من احداث هامة وسط تطلعات بان يكون اقل بؤسا مما سبقه...

تحولات كبرى شهدتها الساحة العربية خلال هذه السنة ولعل دحر «داعش» الارهابي وانسحابه من سوريا والعراق احدى اهم النقاط المضيئة في مشهد عربي قاتم ..ويمكن اعتبار سوريا هي الحجر الاساس في التحولات القادمة في المنطقة ..فانسحاب القوات الامريكية المفاجئ ..جاء ليؤشر على بداية مرحلة جديدة في هذا البلد ستكون ايضا بداية لتحولات اخرى في الشرق الاوسط ...وتؤكد الانباء القادمة من دمشق ان التسوية السياسية قادمة ..وتزامن ذلك مع انطلاق موسم الحج السياسي الى سوريا وعودة العلاقات تدريجيا بين دمشق وعديد البلدان العربية في مقدمتها الامارات العربية المتحدة والبحرين في خطوة نحو اعادة سوريا الى الجامعة العربية..

ولعل الحدث الاخطر هذه السنة كان في قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة في اعتداء سافر على كل القرارات الاممية وعلى الشرعية الدولية المتعلقة بوضعية القدس والحقوق الفلسطينية التاريخية ..خطوة فجرت احتجاجات جديدة اكد خلالها الشعب الفلسطيني انه لا يمكن ان يقبل بتمرير صفقة العصر وما ارتبط بها من اجندات خطيرة على فلسطين والمنطقة..

كما مثل مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول ، الحدث الابرز والذي القى بثقله على العلاقات بين الرياض والعالم . وزاد من الضغوطات المسلطة على الحكم السعودي خاصة بعد السياسات المثيرة للجدل التي تبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ تسلمه الحكم.. سواء في اليمن او الحصار المفروض على قطر وغيرها من الملفات التي زادت من تأزم الوضع في الشرق الاوسط... وانتهت السنة الماضية باقالة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ...

اليوم نتطلع الى سنة 2019 على امل بان تحمل معها بعضا من الاستقرار والسلام المفقود ..لآلاف النازحين من بؤر الحروب والذين تحولوا خلال الاعوام الماضية الى مجرد ارقام في سجلات الامم المتحدة ،ينتظرون على عتبة المشهد ..حلما قديما بوطن بلا حروب ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115