الكائن بطريق الشط مما اسفر عن سقوط قتلى و جرحى. العملية الارهابية خلّفت ردود افعال منددة محليا و دوليا، وهي ثالث عمليات الدواعش التي تضرب طرابلس بعد استهداف مقر مفوضية الانتخابات ومقر المؤسسة الوطنية للنفط الواقع بجانب أغلب المقرات الامنية.
الشيء الذي يكشف مدى استعادة «داعش» الارهابي امكانياته وقدرته على اختراق الاجهزة الامنية واستهداف مواقع قلب العاصمة، وهذا ما يطرح السؤال حول تطور وتحوّل استراتيجية التنظيم الارهابي في ليبيا، ومدى قدرة اجهزة الامن والجيش والمخابرات في طرابلس وبرقة على مسايرة تطور خطط الدواعش.
بداية جدير بالتنويه بان «داعش» بعد طرده من سرت وبنغازي تمكن من اعادة بناء قوته واستيعاب عناصر جديدة قادمة من العراق وسوريا ودول الجوار الافريقية جنوب الصحراء والعربية. «داعش» الارهابي كذلك تمكن من التحالف من جماعات ارهابية اخرى سواء تنظيم القاعدة او جماعة «بوكو حرام» كما تحالف «داعش» مع عصابات التهريب وتجارة البشر والسلاح، مستغلا في كل ذلك الانقسام السائد بين الليبيين وتواصل الفوضى وانغماس قوات الكرامة في محاربة الارهاب شرق البلاد وطول معركة درنة.
ساهمت كل تلك المعطيات والظروف في ان يصبح لداعش الارهابي قوة ضاربة عدة وعتادا وسط غموض في مصادر تسليحه.حيث تشير تقارير محلية بان تعداد الدواعش والجماعات المتحالفة معه يصل الي ما بين الخمسة والستة ألاف مقاتل والمئات من السيارات المسلحة وكميات غير معلومة من الصواريخ الحرارية .
انطلاقا من هذا وبعد تموقعه في جبال الهاروج ذات التضاريس الصعبة المراقبة والدخول قام التنظيم الارهابي بتطوير استراتيجية نشاطه وفق امكانياته وإمكانيات الدولة الليبية الغارقة في الانقسام والوهن .
الذئاب المنفردة
في هذا السياق عمد «داعش» الارهابي الى مهاجمة المدن والمناطق النائية باستعمال ارتال مسلحة تتكون من عشرات السيارات المسلحة واليات لإرهاب المواطنين ولاستعراض قوته. اما عندما يقوم التنظيم بتنفيذ عملياته في مدن الشمال وطرابلس على وجه التحديد فانه يلجأ الى ما بات يعرف بخطة الذئاب المنفردة والتي تتطلب تكليف مجموعة صغيرة لا تتعدى 3 او 4 عناصر .
وهذه المجموعة القليلة العدد تتلقى في مكان تنفيذ الجريمة المساعدة اللوجستية مثل توفير وسيلة نقل والمعلومة ووسائل تضليل اجهزة الامن والمخابرات، وهذا ما جرى عند تنفيذ الاعتداء على وزارة الخارجية بارتداء الارهابيين للباس عملة النظافة .اضافة الى ذلك التحول في خطط داعش يواصل التنظيم الارهابي التعويل على الخلايا النائمة التي لا تخلو منها مدينة .
مقابل ذلك لم تشهد الاجهزة الأمنية اي تطور في عملها بل عكس ذلك تأثرت المؤسسة الامنية بحالة الانقسام السياسي الراهنة ومحاولات جماعة الاخوان المسيطرة على مفاصل الدولة في طرابلس تهميش المؤسسة الامنية والعسكرية وخلق اجسام موازية استنزفت اموال الدولة دون تحقيق شيء يستحق الذكر .
ونتحدث هنا عن اللجان الامنية والدروع والمجالس العسكرية ..مما دفع بكفاءات الاجهزة الامنية ما قبل 2011 إلى رفض العودة لعملهم و قد غادر الكثير من ضباط الامن والجيش في طرابلس وغرب ليبيا .ويعتبر الشرق افضل حالا بما أن اعادة تفعيل الجيش مكنت الامنيين من مباشرة عملهم.
سياسات جماعة الاخوان ورطت المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق فعند دخوله طرابلس لم يجد السراج قوة امنية واحدة، وانما وجد امامه مليشيات مسلحة لا تعرف للانضباط طريقا وبما انه لا خيارات للرجل في هكذا واقع فقد كلف السراج تلك المليشيات بتامين العاصمة ونتائج الخيار تغني عن التعليق.