ليبيا: رئيس الحكومة الايطالية يصل طرابلس وبنغازي للقاء الأطراف الرئيسية للأزمة

استجاب القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر لدعوة الحكومة الايطالية بزيارة روما لترتيب لقاء مع رئيس المجلس

الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج كان ذلك منذ أيام. غير أنّ السرّاج لم يحضر لأسباب غير معلومة. فشل جوزيبي كونتي رئيس الحكومة الايطالية في جمع السراج وحفتر لطي صفحة الخلاف نهائيا وبلوغ تنفيذ مخرجات مؤتمر باليرمو، دفع كونتي إلى التحوّل إلى العاصمة الليبية ثم زيارة بنغازي في مسعى جديد لإنهاء الخلاف القائم.
حيث وصل رئيس الحكومة الايطالية مطار معيتيقة واجتمع فور وصوله على رأس وفد رفيع المستوى مع رئيس المجلس الرئاسي، وبعد ذلك اجتمع مع رئيس مجلس الدولة خالد المشري. لقاءات جرى فيها استعراض مستجدات الأزمة الراهنة والتركيز على ما يعترض تنفيذ الترتيبات الأمنية من عراقيل وصعوبات وكيفية تجاوزها.

زيارة قصيرة إلى طرابلس تحول بعدها كونتي والوفد المرافق إلى بنغازي أين اجتمع كونتي بالقائد العام للجيش خليفة حفتر، وكشفت مصادر مقربة من القيادة العامة بان حفتر عبر للضيف الايطالي عن قلق القيادة العامة من التطورات الأمنية في المنطقة الغربية. سيما تفطن الجيش إلى مخطط يستهدف الهلال النفطي كانت تخطط سرايا الدفاع عن بنغازي بالاشتراك مع بقايا مليشيات الجضران مما اجبر الجيش على التحرك غربا و تنفيذ عملية عسكرية خاطفة كللت بالنجاح و إصدار المجلس الرئاسي بيان استنكر فيه تحرك الجيش . التطور الأخر يتمثل في أحداث حقل الشرارة النفطي، ورضوخ السراج لابتزاز المليشيات المسلحة التطور الثالث تمثل في حجز شحنة أسلحة و ذخيرة بميناء الخمس قادمة من تركيا.
يرى متابعون بان جميع هذه التطورات تعمق الخلافات ما بين سلطات طرابلس وبرقة ومن شأنها عرقلة جهود حكومة كونتي الساعية لحلحلة الأزمة الراهنة.

بالعودة إلى أسباب ايطاليا في جمع حفتر والسراج مجدّدا أشارت تسريبات من طرابلس بان السراج كان يعتزم فعلا تلبية الدعوة الإيطالية، لكن القائد العام للجيش خليفة حفتر الذي وصل قبل السراج منح منصب القائد العام للجيش إليه أي استمرار حفتر بذلك المنصب خلال مرحلة ما بعد التسوية وهذا رفضه رئيس المجلس الرئاسي وجعله يرفض لقاء حفتر.
المحصلة انه ورغم الجهود الدولية والإقليمية فإن عنصر الثقة غائب تماما ما بين الفرقاء المحليين وحلّ الأزمة وبلوغ التسوية يتطلب وجوبا ضغوطات قوية وإن هؤلاء الفرقاء سوف يجدون أنفسهم مجبرين قريبا ومكرهين على القيام بتنازلات موجعة ولا يذهب في اعتقاد أطراف الصراع الدائر منذ ثماني سنوات بان المجتمع الدولي مازال مستعدا لتحمل العبث الحاصل في ليبيا.

قوة حماية طرابلس.. الخلفيات والخفايا
مسلسل العبث والفشل لا تعرف له نهايات فشلت الحكومات المتعاقبة في طرابلس في تفعيل المؤسسة العسكرية والأمنية . تغوّلت المليشيات المسلحة وأخيرا راهنت الأمم المتحدة على الترتيبات الأمنية وقرار السراج بالتعاون مع البعثة الأممية إعادة تشكيل لجنة الترتيبات الأمنية وفعلا تحسنت الأوضاع الأمنية نسبيا لكن فجأة أعلنت مليشيات مسلحة إنشاء ما سمته بقوة حماية طرابلس الشيء الذي يذكرنا بمحاولة اللواء السابع دخول طرابلس وطرد المجموعات المسلحة .

قوة حماية طرابلس تتكوّن من كتائب مسلحة غير تابعة لحكومة الوفاق ولديها سجون سرية حقائق تدركها بعثة الأمم المتحدة قوة حماية طرابلس تشير مصادر من داخل العاصمة الليبية إلى أنها تتكون من مجموعات مسلحة وجدت نفسها بلا نفوذ وهي وجه من وجوه الصراع بين المليشيات على المواقع والنفوذ، فما الذي دفع التشكيلات التي أنشأت ما يعرف بقوة حماية طرابلس لتجميع نفسها تحت هذا الجسم الموازي لو كانت فعلا تريد حماية طرابلس إذ كان عليها الانضمام لداخلية أو دفاع حكومة الوفاق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115