الأمم المتحدة تتبنّى ميثاقا عالميا حول اللاّجئين: رؤية دولية لتخفيف أعباء ظاهرة اللجوء رغم المعارضة الأمريكية

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول الاتفاق العالمي للاجئين بأغلبية ساحقة رغم التصويت

السلبي للولايات المتحدة الأمريكية والمجر في خطوة للحدّ من ظاهرة اللجوء وتداعياتها على طالبي اللجوء اولا وعلى الدول المستقبلة ثانيا. ولم يكن التصويت السلبي للولايات المتحدة الامريكية مفاجئا فهو نتيجة متوقعة لسياسة حكومة دونالد ترامب الصارمة تجاه ظاهرة اللجوء واللاجئين .

وانتقد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي القرار الامريكي معتبرا ذلك «عرقلة لحلّ وسط وافق عليه الجميع» ،واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتّحدة بأغلبيّة ساحقة بعد تصويت 181 دولة لصالح الاتفاق، فيما عارضته كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمجر ، وامتناع 3 دول أخرى عن التصويت، وهي: ليبيا وإريتريا وجمهورية الدومنيكان.

ويأتي تصويت الجمعية العامة بعد عامين من التشاور والتفاوض بين مايقارب الـ200 دولة للتوصل الى اتفاق عالمي يضم كافة الدول المعنية بظاهرة اللجوء في خطوة للبحث عن الية ناجعة وحلول صالحة لكل الأطراف . ويتعلق الاتفاق العالمي للاجئين بأهداف تلزم الدول الأعضاء بالعمل على تحقيقها لتخفيف الضغوط عليها باعتبار ان هذه الدول تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين ، وهي 4 بنود اهمها إعادة التوطين ، وبناء قدرات الاعتماد على الذات لدى اللاجئين ، وتعزيز آليات الدعم التي تمكن اللاجئين من العودة إلى بلادهم الأصلية. وعلى غرار ميثاق الهجرة يتضمن النص حول اللاجئين الترتيبات الوطنية والإقليمية ويشير إلى أدوات تمويل وشراكات وجمع بيانات وتقاسمها. وسيتم قياس التقدم المحرز لتحقيق الأهداف الأربعة للميثاق العالمي حول اللاجئين.وخلافا للوثيقة حول الهجرة شاركت الولايات المتحدة في المفاوضات حول اللاجئين التي استمرت 18 شهرا.

ورغم ان هذا الاتفاق الذي تم التصويت عليه بالإجماع لا يعد ملزما من الناحية القانونية، إلا أن متابعين للرأي العام الدولي يرون انّ هذا التوافق الدولي قد يساعد هذه الدول في ارساء الية ناجعة لمواجهة هذه الظاهرة بعد فشلها سابقا في التفاوض. وتحاول دول اوروبا خاصة وهي الدول الاكثر تأثرا بموجة اللجوء وطلبات الهجرة الدولية، تحاول التوصل الى ارادة سياسية مشتركة تساعد على تفعيل هذه البنود وتطبيقها بهدف تقاسم الاعباء .

25.4 مليون لاجئ
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وجود ما يقرب من 25.4 مليون لاجئ حول العالم، نهاية العام الماضي، أكثر من نصفهم دون سن الثامنة عشرة. وترجع أسباب اللتصويت السّلبي للولايات المتحدة الأمريكي وفق مسؤولين من إدارة البيت الأبيض الى معارضة حكومة ترامب للبند المتعلق بالحد من إمكانية اعتقال الأشخاص الذين يريدون اللجوء في بلد آخر رغم موافقتها على باقي البنود.

و تسعى فيه أوروبا لإرساء حلّ لأكبر موجة لجوء شهدتها في السنوات الأخيرة ، ويأتي هذا الاتفاق الاخير كخطوة نحو التخفيف من الضغط الذي نتج عنها ، حيث تزامنت هذه الموجة غير المسبوقة مع تنامي الخطر الإرهابي الذي بات يدقّ باب القارة العجوز ويقض مضجعها ، وما يمكن أن ينتج عنها من تهديد لأمنها القومي عبر تسلل إرهابيين إلى أراضيها تحت عباءة اللجوء. كماشكّك مراقبون من نجاعة الاتّفاق وإمكانيّة نجاحه في الحدّ من أعداد اللاّجئين ، حيث رأى البعض أنّ إغلاق أبواب أوروبا في وجه اللاجئين سيخلق أساليب جديدة في طرق الهجرة المتبعة عبر البحث عن خطط وطرق بديلة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115