هذا ما ابرز ما اعلنه الرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارته المفاجئة الى دمشق والاولى له منذ بدء الاحداث السورية .وهي ايضا اول زيارة لزعيم عربي الى هذا البلد منذ اندلاع احتجاجات مارس 2011 ...وتطرح تساؤلات عدة حول الرسائل التي تحملها للداخل السوري وللخارج ايضا..
فبعد اكثر من ثماني سنوات على اندلاع الاحتجاجات السورية ، ورغم الحصار العربي والغربي المفروض على سوريا ، الا ان العلاقات السودانية السورية ظلت قائمة ولم تغلق السفارة السودانية ابوابها في دمشق بالرغم من كل الاوضاع السيئة ...فهل تكون زيارة البشير الى سوريا هي ايذان ببدء عودة سوريا الى البوابة العربية من نافذة الخرطوم؟
الجدير بالذكر ان جامعة الدول العربية علقت انشطتها في سوريا منذ نوفمبر من عام 2011 وذلك ردا على تعامل السلطات السورية آنذاك مع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية ..وقد اغلقت عديد الدول سفاراتها او خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق ..ولكن بعد التحولات الكبرى التي شهدتها سوريا ولعل ابرزها بقاء النظام السوري في سدة الحكم وصموده بالرغم من كل الازمات التي مرت بها البلاد، كل ذلك من شأنه ان يدفع بعض الدول والأطراف المؤثرة الى اعادة ترتيب علاقاتها مع النظام السوري ..في ظل وجود مخاطر كبرى تهدد المنطقة وعلى رأسها داعش الارهابي وغيرها ..
ولعل النقطة الاساسية في هذه الزيارة انها تأتي بعد تصريح خطير ادلى به رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتيناهو والتي ذكر خلالها ان وجهته القادمة ستكون السودان ضمن اطار منظومة الخطوط الجوية المفتوحة فوق تشاد وعمان والسودان ..وبالتالي جاءت زيارة البشير الى دمشق بمثابة رد غير مباشر ونفي لهذه المزاعم بقوله «ان سوريا دولة مواجهة واي اضعاف لها هو اضعاف لقضايا الامة العربية»..
وليس من المستبعد ان يكون الرئيس عمر البشير جاء الى سوريا ضمن اطار مهمة وساطة بين دمشق ودول اخرى اقليمية..
ومهما يكن من امر فالأكيد ان هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين دمشق والمحيط العربي وهي تعكس متغيرات اللحظة التي تستوجب على عديد القوى المؤثرة في الملف السوري اعادة قراءة مواقفها وتوجهاتها وفق التغيرات الطارئة ..
فخروج المنطقة من دائرة الحروب والأزمات التي تعيشها منذ اكثر من ثماني سنوات يكون عبر بوابة دمشق اولا..