ليبيا: حراك الجنوب ... حكومة الوفاق في ورطة والأمم المتحدة في حرج

على مدى سنوات الأزمة السياسية في ليبيا كان كل الحديث يدور عن الصراع بين طرابلس وبرقة صراع على السلطة والثروة بين حكومة الوفاق

والحكومة المؤقتة ، وسارعت الأمم المتحدة بإطلاق ما يعرف بالحوار السياسي بشأنه، في حين جرى تجاهل إقليم ثالث يشكل حوالي 70 % من مساحة البلاد ويحتضن عددا هاما من آبار النفط ومصدر المياه وثروات أخرى لكن بتعداد سكاني لايتعدى 700 ألف نسمة...

في الأعوام الفارطة شهد اقليم فزان صراعات مسلحة بين عدة قبائل التبو- الزوية- اولاد سليمان- القدادفة، وتبعا لتلك الحرب الأهلية عاشت مدن الكفرة اوباري سبها ، أحداثا دموية . صراعات توقفت بفضل مبادرات دولية وحكمة أعيان الجنوب ومشايخ برقة. مقابل ذلك تجاهلت سلطات طرابلس وبرقة أهالي الجنوب، فلا رئاسة أركان مجلس النواب وفرت الأمن والحماية، ولا حكومة السراج أنجزت مشاريع تنموية ولا الأمم المتحدة التفتت إلى معاناة الجنوب.

حال وواقع فتح الباب على مصراعيه أمام العصابات المسلحة وتجارة البشر والتهريب والجماعات الإرهابية لسد الفراغ والسيطرة على تلك المناطق والقيام من حين إلى آخر بابتزاز الحكومات المتعاقبة وترهيب المواطنين من خلال عمليات الاختطاف وطلب الفدية. الانفلات الحاصل في الجنوب استغلته مجموعات مسلحة خارجية وافدة من تشاد والسودان، فبعد توقيع اتفاق سلام بين الخرطوم و نجامينا لم تجد الحركات المعارضة المسلحة مجالا ومكانا للعمل غير الجنوب الليبي ،مما زاد من تعقيد الوضع في إقليم فزان ومسألة سيطرة مجموعات مسلحة على مناطق جنوب ليبيا اعترف به المبعوث الاممي الحالي غسان سلامة في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن الدولي دون اتخاذ إجراءات محددة.

رد فعل محلي
الوضع الكارثي في الإقليم بلغ درجة خطيرة إنسانيا وامنيا الشيء الذي دفع بأهالي الجنوب إلى التحرك سلميا في البداية، وكانت ردة فعل المجلس الرئاسي من جهة وبرلمان طبرق تشكيل لجان ووفود لحلحلة أزمات الجنوب . ومع فشل اللجان في إيجاد حلول تخفف من المأساة اضطر حراك الجنوب لاستعمال قوة السلاح والسيطرة على اكبر حقل نفطي وهو ما ورط السراج وأحرج الأمم المتحدة. خطوة تصعيدية سوف تكون لها تداعيات سياسية وتزيد من توتر المشهد السياسي، سيما بعد تسريبات من طرابلس تؤكد أن فائز السراج في طريقه الى دفع مبالغ مالية للمليشيا المغلقة لحقل الشرارة معلومة رد عليها بسرعة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الذي انتقد رضوخ السراج لمغلقي حقل الشرارة. وأكد صنع الله أن الحقل لن يعود للإنتاج في حال دفع المجلس الرئاسي أية أموال للأطراف المغلقة للحقل.

يشار إلى أن الحكومات المتعاقبة بداية من حكومة علي زيدان إلى حكومة السراج الحالية وأمام ضعفها كانت ترضخ لابتزاز الجهات المسيطرة على النفط إنتاجا وتصديرا ومثال ذلك أمر حرس المنشاءات النفطية السابق الجضران ....ابتزاز ما كان يكون لو قامت الأمم المتحدة و لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في الغرض. على صلة بعدم جدية الأمم المتحدة في معالجة أزمات الجنوب انتقد نشطاء من المجتمع المدني في مختلف أقاليم ليبيا المبعوث الحالي للامين العام للأمم المتحدة و أدائه الضعيف جدا.انتقادات واتهامات ربما هي التي دفعت بالبعثة للتصريح امس على لسان مساعد غسان سلامة ستيفاني ويليامز بالقول أن الجنوب الليبي سيكون على رأس أولويات عمل البعثة خلال 2019.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115