من اعتقالات يومية ومنع الحركة والجدار العازل وتقطيع أوصال الضفة الغربية .. يأتي في سياق السيطرة على المزيد من الاراضي وتفريغ فلسطين من سكانها بالتدمير ..وفيما يتعلق بموجة التطبيع اضاف بان بعض الأنظمة القمعية تحاول الدفاع عن مصالحها في السلطة على حساب مصالح الشعوب العربية التي ترفض التطبيع ووجود اسرائيل. واكد انه من دون التوافق والشراكة السياسية وعدم الاقصاء لن تتم المصالحة الفلسطينية.
• ما قراءتكم للتصعيد الاسرائيلي في غزة والى اين تسير الاوضاع؟
اسرائيل توجه أصابع الاتهام لحماس وتزعم بانها هي السبب في هذا التصعيد لذا هي تهدد حماس . ويؤكد بعض المحللين الاسرائيليين ان التصعيد قد يمتد لغزة، لكن حتى الان غزة ملتزمة بالتفاهمات التي تمت بخصوص استمرار التهدئة. ولكن ذلك مرتبط اليوم بما يجري على الحدود في مسيرات العودة ومدى استخدام اسرائيل القمع او الرد على المتظاهرين ..
• كيف ترون موجة التطبيع العربية مع العدو الصهيوني ؟
فتحت زيارة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي الى عمان الباب للحديث عن هرولة عربية للتطبيع مع اسرائيل ، وتفاخر نتنياهو ومسؤولون اسرائيليون بان العلاقات مع بعض الدول العربية تسير في اتجاه يخدم مصالح الطرفين ..فالواضح ان اسرائيل تسعى الى فك عزلتها ومقاطعتها من الدول العربية الى القول انها تفتح أمامها آفاقا من التعاون السياسي والأمني في ظل رؤية نتنياهو ، الى ما يسمى السلام الاقتصادي . وما يجري منذ سنوات بعد ان كان سريا اصبح علنيا وما زيارة رئيس تشاد الدولة الاسلامية الى اسرائيل الا ترجمة فعلية لذلك. هذه الدول تعتقد انها ستحقق مصالحها مع اسرائيل التي تفتح لها مجالا للدعم الاقتصادي ..وهناك حديث دائر بأن نتنياهو سيزور دولا عربية اخرى وان هناك اتصالات جرت بين مسؤولين سودانيين واسرائيل وهرولة بعض الدول العربية للتطبيع بعد عدة اتصالات مع دول عربية وتصريحات الرئيس الامريكي ترامب عن دور السعودية الذي قال لولا السعودية لانهارت انهيار اسرائيل.. وهذه الهرولة للتطبيع من بعض الدول العربية تمنح الشرعية لدولة الاحتلال وهي ترجمة لمقولات العنصرية الاستعلائية الإسرائيلية التي كان يطلقها الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس، وقد صاغ ذلك بعبارة بسيطة وواضحة «المال العربي مع العقل اليهودي»، وهذا قصور في رؤية بعض الأنظمة العربية لاسرائيل واعتقادها انها تمتلك التكنولوجيا الامنية لدعم بقاء هذه الأنظمة الرجعية القمعية على حساب شعوبها . فكل ذلك هو من اجل الدفاع عن مصالح هذه الأنظمة في السلطة على حساب مصالح الشعوب العربية التي ترفض التطبيع ووجود اسرائيل.
• كيف تنظرون الى انتهاكات الاحتلال في اليوم العالمي لحقوق الانسان ؟
الذكرى السبعون لليوم العالمي لحقوق الانسان الذي أعلن عنه في العام 1948 ، تذكرنا بنكبتنا وباستمرار اسرائيل باحتلال فلسطين وبارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين ،وبتغول الاستيطان وتهويد القدـــس واعتـــداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية وتدمير المزارع وحرق الزرع والبيوت والمداهمات الليلية . وما تقوم به قوات جيش الاحتلال من اعتقالات يومية ومنع الحركة والجدار العازل وتقطيع أوصال الضفة الغربية ..كل ذلك يأتي في سياق فكرة الصهيونية والاستعمار الاستيطاني في السيطرة على مزيد من الاراضي وتفريغ فلسطين من سكانها بالتدمير وهدم البيوت ومصادرة الاراضي وهدم بيوت المقدسيين وسلبهم حقوقهم لاستكمال السيطرة على القدس. وفِي غزة لا يزال الاحتلال يحاصر القطاع ويهدد بشن المزيد من العدوان والتدمير وإغلاق المعابر ومنع المرضى من تلقي العلاج. في غياب اي أنصاف من المجتمع الدولي وردع اسرائيل عن الاستمرار في جرائمها وانتهاكها لحقوق الانسان.
• المصالحة الفلسطينية الى اين تسير؟
المصالحة تقف في اروقة المنقسمين ومواقفهم المتعنتة وغياب الثقة بين الطرفين ولا امل قريب بانهاء الانقسام وإتمام المصالحة والوحدة. ومن دون التوافق والشراكة السياسية وعدم الاقصاء لن تتم المصالحة، فالوصفة الجدية لانهاء الانقسام هي الايمان الحقيقي بالشراكة والوحدة ووقف الشروط والاجراءات التي تعيق المصالحة ، وعدم تغليب الرؤية السياسية لكل طرف على حساب الاخر. واعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على أساس التوافق والشراكة لمواجهة الاحتلال ومشاريعه التصفوية ومؤامراته .. وما تواجهه القضية الفلسطينية من خطر في ظل تردي الوضع الفلسطيني والعربي ،ووجود ادارة ترامب التي تحاول حل القضية الفلسطينية لحساب اسرائيل سواء عن طريق قراراها بنقل سفارتها للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل او محاولات تصفية الاونروا من خلال وقف تمويلها وما ترمز له الاونروا فيما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ..اذن كل ذلك من اجل تصفية القضية وهذا يتطلب من الفلسطينيين الوحدة والاتفاق على برنامج وطني وخطة استراتيجية لمقاومة الاحتلال والإيمان انهم حركة تحرر وطني تناضل من اجل الحرية وتقرير المصير. ففي ظل غياب موازين القوة ووضع عربي مترهل وكارثي، المطلوب من الفلسطينيين الاعتماد على انفسهم بالوحدة والشراكة لمواجهة الأخطار التي تحيط بالقضية الفلسطينية ومستقبلها.