بمدينة المرج التابعة لرئاسة أركان مجلس النواب المعترف به دوليا أكدت في وقت سابق سيطرتها على 95 % من بنغازي ولم يبق سوى جزء بسيط من محور القوارشة وسوق الحوت والصابري.
إلى ذلك أعلنت القيادة العامة للجيش أمس الثلاثاء عزمها الاتجاه إلى مدينة سرت والمناطق المتاخمة للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي،وقد أطلقت على العمليّة العسكريّة اسم القرضابية 2 استحضارا لمعركة المجاهدين والثوار الليبيين ضد الغزاة الإيطاليين بالقرضابية.
يشار إلى أن المنطقة الوسطى التي يسيطر عليها ‹داعش› تمتد من بلدة بن جواد شرقا وحتى منطقة سدادة غربا ويتخذ داعش من مدينة سرت مركزا لتجميع قواته والمقدرة بزهاء 6 آلاف مقاتل أغلبهم من جنسيات غير ليبية. بالنظرإلى أرض المعركة المتوقعة بين «داعش» وقوات الجيش يتساءل الخبراء والملاحظون حول حقيقة إمكانيات الفريق حفتر سواء من حيث التسليح أو العنصر البشري والخبرات.
الإجابة عن هذا السؤال تستوجب العودة إلى حرب بنغازي التي برهن خلالها الجيش على قدرات عالية رغم الصعوبات حيث يعلم الجميع صعوبة خوض حرب الشوارع وتحاشي المفخخات والتفجيرات على تنوعها وقد تجاوز الجيش تلك الصعوبات وحقق ما حقق من انتصارات لذلك يرجح الكثيرون نجاح قوات الجيش مجددا في سرت لكن يبقى إنجاز انتصار في سرت رهين شروط ما لم تتوفر لن يكون بوسع حفتر تحقيق الهدف المنشود من بين تلك الشروط ضمان الدعم الدولي للعملية سياسيا ولوجستيا هذا أولا، أما ثانيا فعلى قيادة الجيش ضمان تعاون حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى وتنقية الأجواء ما بين حفتر والجضران آمر حرس المنشآت النفطية. ثالث الشروط كسب تأييد أهالي سرت للعملية وهذا شبه مؤكد باعتبار معاناة الأهالي من مضايقات «الدواعش» وجرائمهم الوحشية وابتزازهم لهم منذ دخولهم مدينتهم.
أطراف تتنافس على تحرير «سرت»
مما لا شك فيه ولا خلاف أن مسألة تحرير سرت من تنظيم داعش الإرهابي تعتبر الورقة الأهم ثم تأتي بعدها المواقع والحقول النفطية فمثلما نجد الفريق حفتر والبرلمان المعترف به دوليّا وحلفائهما من دول الجوار والإقليم يراهنان على خطف ورقة تحرير سرت، والمبادرة بمحاربة داعش لمكاسب سياسية داخلية وخارجية نجد على الطرف المقابل فجر ليبيا وبالذات ثوار وقيادات مصراتة تصمم هي أيضا على كسب السبق وتحرير سرت أو على الأقل المساهمة في العمليّة وبسبب الخلافات العميقة ما بين الكرامة وفجر ليبيا فإنّه يصبح من المستحيل الجمع بينهما في أي مكان فما بالك بميدان حرب وقتال.
من جانبها تأخذ كل من بريطانيا وإيطاليا المصممتين على التدخل في سرت ذلك التنافر والعداء بين الفجر والكرامة والحساسية بينهما بعين الاعتبار لذلك ضبطت إستراتيجية تراعي ذلك العائق تعتمد على دعم حفتر لوجستيا للتقدم نحو سرت فيما تتولى القوات البريطانية والإيطالية ومشاركة فجر ليبيا باستهداف مواقع داعش في سرت.
ولهذا الغرض شكلت كل من بريطانيا وإيطاليا غرفة عمليات لبدء التدخل العسكري في سرت، غرفة العمليات ووفق مصادر أمنية من مصراتة تم تركيزها داخل الكلية الحربية بمصراتة.
معلوم أن إيطاليا وبريطانيا تحتفظان بقوات من الوحدات الخاصة قرب منطقة أبو قرين شرق مصراتة وأكدت ذات المصادر على علاقة بتواجد تلك القوات تصاعد العمليات النوعية التي قامت وتقوم بها تلك الوحدات الخاصة ولم تستبعد نفس المصادر الأمنية أن تكون عناصر القوات البريطانية والإيطالية وراء عمليات القنص التي استهدفت عناصر داعش الإرهابي في سرت أو عملية استهداف رتل مسلح تابع للتنظيم خلال الأسبوع الماضي في سرت أيضا.
مخطط لمهاجمة المواقع النفطية
على صلة بتزايد مخاطر تنظيم داعش الإرهابي كشف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن تقارير أمنية واستخباراتية متطابقة تفيد بوجود تنسيق بين أتباع النظام السابق وجماعات متمردة من دول إفريقية جنوب الصحراء قصد مهاجمة المواقع النفطية من حقول وموانئ، لإفشال حكومة الوفاق وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أصدر بيانا في الخصوص وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعم ليبيا لمحاربة داعش وضمان سلامة ثرواتها ودعا المجلس الرئاسي عبر .....