ليبيا: عقبات مستمرة أمام بعثة الأمم المتحدة رغم التقدم الملحوظ

يجمع المراقبون لمستجدات الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا على أن أداء البعثة الأممية تطور نحو الأفضل، وتمكنت البعثة من

تجاوز انتكاسات تنفيذ الاتفاق السياسي والعقبات التي يتفنن الفرقاء في وضعها أمام جهود المبعوث الاممي والمجتمع الدولي لحل الصراع الذي يشرف على طي عامه الثامن.

فعندما تسلم غسان سلامة مهامه على رأس البعثة من سلفه الألماني مارتن كوبلر ، كان معارضو الاتفاق السياسي يروجون لفكرة مفادها فشل الاتفاق وضرورة البحث عن بديل، غير أن سلامة أكد أن الإطار الوحيد للحل السلمي في ليبيا هو ذلك الاتفاق السياسي واقتراح خارطة طريق لدفع العملية السياسية عبر ما عرف بحوار تونس بين وفدي مجلس النواب ومجلس الدولة. وحينما فشل ذلك الحوار ضغط المبعوث الاممي بصورة غير مباشرة على المجلسين فآتت تلك الضغوطات أكلها من خلال تعديل الإعلان الدستوري وإصدار قانون الاستفتاء على الدستور وإقرار الترتيبات الأمنية. مستجدات سمحت للبعثة بإطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي ومكنت فريق الأمم المتحدة من العمل على الأرض، وتجلى ذلك في رعاية غسان سلامة ومساعديه لـ77 ملتقى محليا في جميع مناطق ليبيا تمهيدا لعقد الملتقى الوطني الجامع وتحول ستيفاني إلى بنغازي ولقاء القائد العام للجيش والإشراف على اجتماع مع نشطاء بنغازي.

بما يعني أن فريق البعثة أضحى يتنقل في ليبيا بأريحية ولا يخشى على سلامته وليس معنى ذلك أن الوضع الأمني شهد تحسنا وان المؤسسة الأمنية والعسكرية استعادت عافيتها ولكن بفضل خبرة غسان سلامة والإضافة التي قدمتها ستيفاني ويليامز بالتلويح بالعقوبات الدولية على المعرقلين. ويرى متابعون بان ذلك التطور في أداء البعثة كان بديهيا أن يتكرس بخطوات لاحقة تؤكد على الميدان ما أعلنته البعثة عن قرب إعادة فتح مكتب البعثة الأممية في بنغازي ومكتبها في الجنوب لاحقا.

عقبات وتحديات
ليس معنى تحقيق بعثة الأمم المتحدة لهكذا نجاحات وعودتها للعمل من أقاليم ليبيا الثلاثة بان بلوغ التسوية النهائية للازمة وإقرار الدستور الدائم وانجاز الانتخابات وتوحيد الجيش والأمن وبعث حكومة وحدة وطنية قد أصبح سهلا ، إذ لا يخفى على الجميع بان عقبات كبيرة وتحديات أكبر مازالت قائمة ضمنها إنجاح الترتيبات الأمنية في طرابلس وتوسعها لتشمل باقي المدن ومعضلة انتشار السلاح . فإلى حد اللحظة لا توجد رؤية وخطة لجمع السلاح وكل الأطراف تتحاشى الخوض في الأمر.

تعثر مساعي توحيد الجيش ، الخلاف العميق بين السراج و حفتر، تجاهل المصالحة الوطنية الشاملة ، تفعيل قانون العفو العام، دور رموز القذافي في المرحلة القادمة وخاصة نجل القذافي سيف الإسلام...وسط هذه التجاذبات والتحديات تدرك الأمم المتحدة بان إنجاح الانتخابات القادمة يتوقف على إزالة العقبات المذكورة ... لذلك تعمل البعثة والدول المؤثرة حاليا على تجاوز تلك العقبات. ففي خصوص الخلاف بين السراج وحفتر يبدو أن الأمر موكول إلى كل من ايطاليا ومصر ، أما الإشكالية الأمنية لاسيما تأمين الانتخابات القادمة فالولايات المتحدة تقترح إرسال قوة حفظ سلام على أن تكون من دول عربية وأن تكون القوة المذكورة من ثلاث دول أو دولتين من دول شمال إفريقيا باستثناء مصر وإضافة دولة من الشرق الأوسط و يرجح أن تكون الأردن. وكشفت مصادر من إدارة ترامب بان هذه الدول محايدة و يمكن التعويل عليها لحماية الانتخابات.

في سياق حلحلة الأزمة تحول القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر للقاهرة في زيارة بيومين تنتهي اليوم الجمعة ، وقد اعلن الناطق باسم القيادة العامة العميد احمد المسماري أن الزيارة جاءت بدعوة رسمية مصرية لبحث تطورات الملف الليبي والاستعداد لجولة تفاوض جديدة للجنة العسكرية الليبية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115