النفط حفاظا على التوازنات المالية بسبب الازمات التي تعرفها .بالتزامن مع ذلك الاجراء استقر انتاج وتصدير النفط الليبي عند مستوى المليون و ثلاثمائة برميل يوميا .
عناصر إيجابيّة يبدو انها لا تكفي لضمان ايرادات تغطي الحاجيات حيث انعكس الوضع الامني مرة اخرى على استقرار مستوى ضخ النفط من بعض الحقول سيما الواقعة جنوب البلاد، في هذا السياق أعلن حراك غضب فزان المطالب بحل ازمات المنطقة اقتحام حقل الشرارة النفطي شمال غرب الكفرة ووقف الانتاج. وقام عدد من المحتجين بالاعتصام بالحقل وكانت الوطنية للنفط حذرت من تداعيات غلق آبار النفط في الأيام الأخيرة مطالبة حكومة الوفاق بحل مشكل الجنوب، غير أنّ الحكومة من خلال المجلس الرئاسي تأخرت في تفعيل الاجراءات المتخذة في الغرض الشيء الذي دفع بحراك غضب الجنوب إلى تنفيذ تهديداته.وكرد فعل اولي وإجراء احترازي قررت الوطنية للنفط امس فرض القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي .
مستجدات حول مواقع الانتاج النفطي تهدّد استقرار تصدير النفط و تضاعف من متاعب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وهي التي شرعت منذ شهرين في تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادي، يرى خبراء و متابعون بان الحراك الذي انطلق جنوب البلاد يشكل تحدّيا امام سلطات ليبيا. الى ذلك نجح الجيش الوطني شرق البلاد في تامين الموانئ النفطية والحقول الواقعة في مجال سيطرته بعد تحريرها من بقايا مليشيات الجضران واتباعه. وتخشى حكومة الوفاق من اندلاع حراك ثان شرق البلاد و عجز الجيش عن ضمان تصدير النفط.
تأتي اشكالية الاعتصام في الحقول النفطية لتضاف الى التحديات الامنية لتكون المحصلة معضلات بالجملة تواجهها حكومة ضعيفة وهشة ويكاد نفوذها يقتصر على طرابلس العاصمة ..فيما تسيطر مليشيات مسلحة على مدن اخرى .
حماية الطاقة
السؤال المطروح حيال عجز حكومة السراج الواضح عن تأمين النفط والمياه هل تضطر حكومة الوفاق لطلب حماية او مساعدة خارجية لمنع المجموعات المسلحة او جهات اخرى من رهن النفط انتاجا لديها .الاجابة عن هكذا سؤال تحيل لقرارات أممية سابقة تحدثت عن عقوبات لمرتكبي تلك الافعال .قرارات لم تطبق في مرات عدة . وربما الحالة الوحيدة التي نفذت فيها هي الحاق اسم ابراهيم الجضران للائحة السوداء وتسليط عقوبات عليه. تهاون المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي في حماية النفط الليبي بديهي طالما أنّ دول الإتحاد الأوروبي لا تعتمد على امداد النفط الليبي بدرجة مهمة عكس مادة الغاز .
والمتضرر الرئيسي هو الشعب الليبي وبالتالي فالغرب غير معني بأزمة النفط انتاجا وتصديرا والخط الاحمر يشمل تصدير الغاز من مليته نحو ايطاليا ولتأمين وصول الغاز الي ايطاليا اضطرّت روما الى التعامل مع مجموعات مسلحة لحقل مليته، وسارعت لإرسال قوة عسكرية الى غرب ليبيا او طرابلس وتحديدا الزنتان لتكون قريبة من الميناء وأنابيب الغاز.