مشروع قرار بنشر 10 آلاف شرطي على الحدود بين الرفض والقبول: الاتحاد الأوروبي يرجح كفة حماية الحدود على تقاسم أعباء ظاهرة الهجرة

اعتبر مراقبون الخطوة الأوروبية الأخيرة المتعلقة بتأسيس قوة لحراسة الحدود قوامها 10 آلاف

عنصر لمواجهة تدفق المهاجرين، ستكون نقطة خلاف جديدة بين دول الاتحاد الأوروبي إزاء معضلة الهجرة التي تؤرّق منذ سنوات القارة العجوز. ومؤخرا، أعلن رئيس المفوضية الاوروبية يونكر في كلمة خلال اجتماع «وضع الاتحاد» السنوي، أنه سيتم توظيف 10 آلاف عنصر إضافي (بخلاف العناصر الموجودة والخاصة بكل دولة على حدة)، على حدود الاتحاد الأوروبي، لغاية 2020، ما أثار ردود فعل مختلفة من دول الاتحاد الأوروبي.

وعقب الاعلان عن القرار الأوروبي تتالت ردود الفعل الأوروبية الرافضة في أغلبها لما اعتبرها النمسا بـ«الفكرة التي تتجاوز حدود الانسجام»، فيما انتقدت بولونيا القرار داعية لضرورة إعطاء الأولوية للإنفاق على مشاريع البنى التحتية، عوضا عن مثل هذه الخطوات غير «الفعالة». موجة المعارضة الأوروبية شملت ايضا الدول المعنية أكثر بموجة اللجوء والتي تعاني من تدفق أعداد ضخمة من المهاجرين سنويا،وهي بالخصوص اليونان ايطاليا واسبانيا على وجه الخصوص، إذ أكدت هذه الدول خشيتها من نشر قوات أمنية على حدودها وما يمكن أن يمثله ذلك من تهديد صريح لحدودها .

ويرى متابعون لجوء الاتحاد الاوروبي لمثل هذا المقترح إقرارا منه بفشل محاولات تقاسم أعباء هذه الظاهرة التي ارقت دول القارة العجوز منذ تردي الاوضاع الامنية في ليبيا وتحولها الى منطقة عبور لأكثر من مليوني مهاجر غير شرعي باتجاه ايطاليا بالخصوص ومنها الى باقي دول العالم .

سياسات مضطربة
وتعاني هذه الدول من فشل سياساتها في مواجهة هذه المعضلة التي باتت تؤرقها مع غياب حلول ناجعة للحدّ من هذا المدّ المتزايد من المهاجرين بالإضافة الى رفض اغلب الدول الالتزام باتفاق يقضي باستقبال اللاجئين ، وهو مايراه متابعون هروبا من تقاسم هذه الأعباء الضخمة للهجرة. ويحاول الاوروبيون تجاوز نقاط الخلاف المتفاقمة فيما بينهم خصوصا وان الفجوة تعمّقت مؤخرا نتيجة رفض الحكومة الايطالية الجديدة استقبال عدد من السفن التي تقل مهاجرين ما اثار غضبا فرنسيا وتوترا بين البلدين.

ويحاول الغرب ارساء استراتيجية مشتركة ومتماسكة لمواجهة موجة الهجرة غير الشرعية خاصة بعد صعود حركات شعبوية الى السلطة في أوروبا على غرار ايطاليا مايهدّد أي اتفاقات سابقة بالانهيار نظرا لرفض هذه الحركات لمبدأ استقبال المهاجرين.

ويرى متابعون أنّ اشكالية المهاجرين وملف الهجرة بصفة عامة باتت تعرقل آفاق السياسات الأوروبية ازاء هذا الملف ، نتيجة تضارب مصالح الدول الاوربية وتغير التحالفات نتيجة عدة متغيرات سياسية في القارة مثل البريكسيت وايضا وصول دونالد ترامب الى سدة الحكم وماتبعه من زحف للشعبويين على السلطة في دول الاتحاد الأوروبي وما سجله هذا التيار السياسي من اختراقات حيوية في بعض البلدان الهامة على غرار إيطاليا التي اتخذت حكومتها الجديدة موقفا اشد حدة في ما يتعلق بموضوع الهجرة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115