«اسرائيل» تبدأ عملية عسكرية لضرب «أنفاق» تابعة لحزب الله: أبعاد الحرب الأمريكية الاسرائيلية ضدّ حلفاء ايران في المنطقة

قال جيش الحرب الإسرائيلي امس الثلاثاء إنه سيبدأ عملية «لكشف» ما قالت انه أنفاق حفرتها جماعة حزب الله اللبنانية

المدعومة من إيران لشن هجمات عبر الحدود ، وتأتي هذه الخطوة لتزيد من تاجيج الصراع بين الطرفين وذلك بعد 12 عاما عن اخر حرب فعلية اندلعت بين «اسرائيل’’ وحزب الله اللبناني ، إلاّ أنّ الغارات والضربات الجوية المعزولة لم تتوقف بين الطرفين منذ ذلك الحين سواء في سوريا او على الحدود او في الجولان المحتل.
وأفادت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) امس الثلاثاء أن الوضع «هادىء» في المنطقة الحدودية جنوباً، وفق ما قالت متحدثة باسمها وفق وكالة «فرانس براس»، بعد ساعات من إعلان «إسرائيل» بدء عملية لتدمير أنفاق لحزب الله تربط بين جنوب لبنان وأراضيها. وبثت ‘’إسرائيل’’ لقطات لمعدات الحفر ودق الخوازيق أثناء عملها في أماكن لم تحددها، للقيام بما وصفتها «بالاستعدادات التكتيكية للكشف عن مشروع حزب الله للأنفاق الهجومية عبر الحدود».

وأعلنت واشنطن امس دعمها للعملية الاسرائيلية ضد ما اسمته أنفاق حزب الله مما يؤكد ان العملية جاءت بمباركة البيت الابيض، اذ تستهدف ‹›اسرائيل›› منذ سنوات مواقع تابعة لحزب الله في سوريا في سعي منها لضرب النفوذ الذي يتمتع به حزب الله في سوريا باعتباره من أهمّ حلفاء النظام السوري الى جانب ايران وروسيا وهو مايٌقلق ‹›اسرائيل›› حليفة الولايات المتحدة الامريكية .

ويرى متابعون للشأن العربي ان تحركات الكيان الاسرائيلي في هذه الفترة نابعة من خشية امريكية اسرائيلية من تنامي نفوذ ايران في منطقة الشرق الاوسط ، ووجود اذرع لها في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن مايزيد من الخوف الامريكي من الدور الذي تلعبه طهران ومن خلفها حلفاؤها واهمهم حزب الله الذي الحق هزيمة بالكيان الاسرائيلي عام 2006 .
خلّفت التطوّرات الكبيرة التي يعيش على وقعها الشرق الاوسط في الآونة الاخيرة قراءات مختلفة حول تأثيرات ذلك على صراع النفوذ الذي يطبع المنطقة منذ سنوات وأبرزه الصراع السني الشيعي بين ايران وحلفائها (حزب الله اهمهم) من جهة والمملكة العربية وحلفائها من جهة اخرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وذراعها في المنطقة اسرائيل. ولعلّ التطورات الأخيرة سواء المتعلّقة بالأزمة السورية او الفلسطينية او اليمنية وأيضا في ظل غموض مستقبل الاتفاق النّووي بين ايران والغرب، كل ذلك فتح الابواب امام مواجهة معلنة تارة وخفية تارة اخرى بين طهران وأوروبا وأيضا وكلائهم وحلفائهم في المنطقة .ويتنزل هذا التصريح الاسرائيلي في اطار تهديدات الكيان الصهيوني المستمرة والذي قد يدخل المنطقة في نفق مظلم .

أبعاد داخلية وخارجية
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر سلطان لـ«المغرب» انّ البدء بعملية من هذا النوع، وفي هذا الفصل الماطر بالذات، ليس من السهل تفسيره تفسيراً منطقياً وفق الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية. واضاف ان «الأقرب هو القول بأنها نوع من حملات العلاقات العامة، التي يسعى من خلالها رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى تلميع صورته أمام الناخبين علَّ ذلك يعيد إليه شيئاً من هيبته المهزوزة بعد فشله المهين في غزة».

وتابع محدّثنا كما أننا إذا وضعنا بعين الاعتبار كل المعلومات التي تحدثت عنها مصادر حزب الله علناً، فيما يتعلق بالاستعداد لعملية برية في الجليل الفلسطيني في حال نشوب حرب واسعة بين الطرفين، فإننا ندرك بسهولة أن عملاً من هذا النوع يهدف إلى السيطرة على قطاعات في داخل فلسطين المحتلة لن يكون مرتبطاً بأنفاق صغيرة وضيقة لا تنفع إلا في تهريب أعداد قليلة من المقاتلين وكميات محدودة من السلاح بأحجام محدودة على حد تعبيره .

وأكّد محدثنا انه كان من الأجدى بجيش الاحتلال إن كان هدفه وقف تهديدات حزب الله فعلاً أن يبحث في آلية إيقاف التغطية النارية الكثيفة التي سيستخدمها حزب الله وحلفاؤه، من تنظيمات مسلحة وحكومات مقاومة، لتأمين عبور مقاتليه إلى داخل الأراضي الفلسطينية في الجليل ، مضيفا أنّه بناءً على ما سبق أعتقد أن هذه العملية ليست مما يدخل في سياق الاستعدادات الحقيقية للحرب.

تأثيرات على ايران وسوريا
وبخصوص ما اذا كان هذه الخطوة لمزيد استهداف ايران في لبنان وسوريا أجاب سلطان أنّ «الخطورة موجودة طبعاً، وهي تأتي في بعدين: بعدٌ يقوم على الاستهداف من خلال التنظيمات المحلية الموالية لأعداء إيران؟ وبعدٌ يقوم على الاستهداف المباشر، مثلما رأينا في أكثر من عملية قصف أمريكي أو إسرائيلي لمواقع إيرانية في سوريا. ولكن رغم هذا الإيرانيون، ومعهم حلفاؤهم في المنطقة، لديهم أرجحية استراتيجية رغم كل الخسائر. وتابع انّ ‘’هذه الأرجحية ‘تتمثل في نقل الحرب إلى حدود كيان الاحتلال الصهيوني، وامتلاك القدرة على ضرب الكيان نفسه، كما رأينا في آخر مقطع فيديو نشرته دائرة «الإعلام الحربي» في حزب الله، وكشفت فيه عن صور من الأقمار الصناعية لأهداف عسكرية صهيونية تمتلك المقاومة القدرة على قصفها».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115