ليبيا: البيان الختامي لاجتماع الخرطوم يؤكد رفض التدخل الخارجي والحل العسكري

لم يأت اجتماع دول الجوار ليبيا بجديد يذكر غير ما كشفه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم

المتحدة غسان سلامة عند ما اكد تسلل مجموعات متطرفة من شمال النيجر الي جنوب ليبيا .

معلومة امنية تغذي و تدعم ما جاء في اغلب التقارير الاستخباراتية المؤكدة بان جنوب ليبيا و ليبيا بصفة عامة اصبحت تمثل نقطة استقطاب وجلب للجماعات الارهابية من سوريا العراق شمال مالي وباقي دول الساحل. توافد عناصر تلك الجماعات مهد له ضعف و غياب شبه كامل الاجهزة الدولة الليبية و الانقسام الذي تعانيه .المخاطر الامنية نبه اليها تقرير هيئة الخبراء بالأمم المتحدة لكن رغم جميع التحذيرات تهاون الكل في التحرك و تبني استراتيجية واضحة لاعادة الامن للجنوب الليبي. فلا الاتحاد الاوروبي نفذ اتفاقيات تامين الحدود و لا دول الجوار الجنوبية كانت جادة في معالجة الامر و لاسلطات طرابلس وبرقة نسقت الجهود الامنية .
وكان من البديهي ان تجد الجماعات الارهابية وعصابات الجريمة العابرة للحدود الوقت الكافي للتحالف و بناء قوة عسكرية ضاربة. وتؤكد بعض المصادر بان تعداد تلك الجماعات اضافة الى حركات المعارضة التشادية و السودانية لا يقل عن عشرة آلاف مسلح لتكون النتيجة وضع اهالي الجنوب رهينة لدى الجماعات و ادخال سبعمائة و خمسين الف مهاجر غير شرعي للجنوب بحسب ما ذكره مبعوث الجامعة العربية لدى ليبيا صلاح الدين الجمالي في اجتماع الخرطوم .

سلبية المجتمع الدولي و خاصة الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة الامريكية مما يجري في الجنوب الليبي و غض الطرف عن تغول الجماعات الارهابية لا تكاد تجد له مبررا ، سيما حينما نعلم ان قوات الافريكوم و اجهزة المخابرات الامريكية تتابع و تراقب الوضع على مدار الساعة . صحيح ان الاتحاد الاوروبي ما يهمه بالأساس هو ملف الهجرة غير الشرعية لذلك اوجد عملية صوفيا قبالة سواحل ليبيا لكن ماهو غير صحيح هو ان الولايات المتحدة تحارب الارهاب حيث اتضح بالمكشوف ان الولايات المتحدة تقوم بالتدخل فقط عند تعرض مصالحها للخطر او تتأكد من ان ارهابيا يشكل خطرا عليها او تورط في عمل ارهابي ضدها، ومثال ذلك عمليات القبض على ابو ختالة و ابو انس الليبي والقائمة تطول .بما يعني و كمحصلة ان الاهم من ذلك بالنسبة لأوروبا هو عدم وصول الزحف البشري الى ضفة المتوسط الشمالية .

وضع كارثي و تحديات ضخمة ما كانت لتحصل لو اخذت الجامعة العربية و الاتحاد الافريقي زمام امور الازمة الليبية عند بدايتها و جرى تمكين الليبيين من فرصة التلاقي ..يرى متابعون بان الغرب والولايات المتحدة عملوا على تدويل الازمة عبر حوار الامم المتحدة و سحب الملف الليبي من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي . ومما ساعد على ذلك ضعف الجامعة العربية و انقسام الدول العربية . واستفرد الغرب بالقضية الليبية . وبعد تعيينه، اجتهد الامين العام الحالي للجامعة احمد ابو الغيط في تفعيل دور الجامعة و ترتيب الاولويات و ضمنها وضع الملف الليبي كأولوية فما بلغته الاوضاع في هذا البلد اضحى يمثل خطرا على الامن القومي العربي و مستقبل موحد اسمه ليبيا . ومثلت الازمة الليبية احد اهم محاور زيارات ابو الغيظ الخارجية كما مثل القرار انشاء اللجنة الرباعية حول ليبيا عنصر تحول في عمل البعث الاممية و مكنت هذه الالية كلا من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية من متابعة الوضع بادق التفاصيل و نقلها للبعثة ضمن الاجتماعات الدورية.. السؤال المطروح هل تكفي الجهود القائمة من الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية لحلحة الازمة .
بديهي القول ان ذلك لا يكفي في غياب ثقة الاطراف الليبية باشقائهم الافارقة و العرب و جنوحهم الغريب للأطراف الغربية والامريكان بالتحديد، لن تستطيع لا جامعة الدول العربية ولا الاتحاد الافريقي فعل شيء حتى مع يقين الفرقاء المحليين بان المبادرات الغربية -بما فيها خطة الامم المتحدة -لا تستجيب لتطلعات الليبيين وفيها ثغرات كثيرة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115