أزمة روسيا وأوكرانيا: جبهة تصعيد جديدة في حرب الضغوطات الغربية على موسكو

تستمرّ تداعيات الأزمة الاخيرة بين روسيا وأوكرانيا في الظهور معلنة عن تجدد الخلافات بين البلدين الجارين ،

وذلك بعد يومين من اطلاق روسيا النار على سفن أوكرانية ثم احتجاز طواقمها في خطوة أخرجت الغضب الدفين بين البلدين منذ اندلاع أزمة القرم عام 2014 . إلا ان الخطوة الروسية اثارت ردود فعل غربية حادة ومُنددة، على غرار الموقف الاوروبي الرافض منذ 4 سنوات لضم شبه جزيرة القرم لروسيا في استفتاء رفضته اغلب الدول الاوروبية وكان سببا في عزل روسيا اقتصاديا وسياسيا عن دول القارة الاوروبية .

أظهر الأمن الاتحادي الروسي امس لقطات لاحتجاز ثلاث سفن أوكرانية يوم الأحد المنقضي في مضيق ‘’كيرتش’’ قبالة ساحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا قبل سنوات واستجواب ثلاثة بحارة. وتمثل الحادث الذي حصل بين خفر السواحل الروسي في أن ثلاث سفن تابعة للبحرية الاوكرانية حاولت دخول بحر آزوف عبر مضيق كيرتش الخاضع لسيطرة روسيا، ما أدى الى احتجاز السفن الثلاث قبالة القرم مع أفراد الطواقم البالغ عددهم 24 بحارا بينهم ثلاثة جرحى.وقالت السلطات الروسية أنّ نظيرتها الأوكرانيّة لم تُرسل طلبا بالمرور عبر مضيق كيرتش ، وبالتالي لم تدرج في جدول المرور.

ويحمل مضيق ‘’كيرتش’’ اهمية اقتصادية وسياسية بالغة للجانبين الروسي والأوكراني باعتبار انه يربط بين البحر الأسود وبحر أزوف. ولعل المواقف الدولية المنددة بالخطوة الروسية لم تكن مخالفة للموقف الغربي المساند لكييف منذ أزمة جزيرة القرم والتمرّد الذي حصل عام 2014 في اوكرانيا . وبعد التنديد والاستنكار طالبت عدة دول غربية على غرار جورجيا استونيا المانيا كندا وغيرها من الدول بتشديد العقوبات المفروضة على روسيا.

ويرى مراقبون أنّ اعلان مسؤول في الجيش الروسي أمس الأربعاء أنّ نظاما جديدا لصواريخ أرض-جو أس-400 سينشر «في مستقبل قريب» في القرم، شبه الجزيرة الاوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014 ، يرى مراقبون أن روسيا قامت بتسريع هذه الخطوة التي كانت مقررة بداية العام المقبل إلاّ ان اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت تزامنا مع التصعيد بين موسكو وكييف يحمل رسالة تهديد روسية مبطنة للجانبين الأوكراني والغربي وأيضا لحلف «الناتو» على حدّ سواء.

فيما بدأ يوم أمس الأربعاء فرض قانون الطوارئ في المناطق الأوكرانية الحدودية مع روسيا، ليشكل سابقة منذ استقلال هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في العام 1991. في أعقاب فصل جديد من التوتر بين البلدين، وتصريحات شديدة ومتباينة. فيما وضع الجيش الأوكراني في حالة تأهب قصوى.

الحرب الغربية الروسية
وربط مراقبون أزمة روسيا وأوكرانيا الراهنة وإمكانيّة اندلاع حرب بين الطرفين بالصدام الحاصل بين موسكو والغرب من جهة اخرى ، على علاقة بعدة ملفات بدءا بالاتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية و الازمة بين بريطانيا وروسيا بخصوص قضية محاولة اغتيال جاسوس روسي سابق والتي اخذت منحى أكثر تصعيدا بعد ان اتهمت لندن حكومة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي سكريبال وابنته . واستمرت الحرب الكلامية بين البلدين لتصل الى مرحلة اشدّ وقعا حيث خلفت انذاك حملة اصطفاف كبيرة وراء لندن مقابل توجيه الاتهام الى موسكو.ومن اهم المواقف الدولية التي دعمت حكومة تيريزا ماي في تحركها هي فرنسا والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وأيضا المفوضية الاوربية وغيرها من الدول الغربية .

هذا الاصطفاف الذي بني على اتهام يعتبر وفق مراقبين موقفا غربيا من ضمن مواقفه وسياسته المعادية لروسيا منذ اندلاع الازمة الاوكرانية والتي تلاها فرض عقوبات اوروبية كبيرة على الجانب الروسي. ويرى متابعون ان هذه الازمة لن تكون مختلفة عن الصدام الذي حصل بين بريطانيا وروسيا قبل اشهر قليلة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115