بعد فرض عقوبات على 17 سعوديا بسبب مقتل خاشقجي: مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية

لا تزال تفاعلات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشجقي تتواصل بعد فرض واشنطن عقوبات على 17 شخصية سعودية

متورطة في جريمة الاغتيال .. واستندت الولايات المتحدة في فرض العقوبات على «قانون ماغنتيسكي» العالمي لحقوق الإنسان، مضيفة أنه «نتيجة لهذا الإجراء، تم حظر جميع أصول هؤلاء الأفراد داخل الولاية القضائية الأمريكية، ويُحظر عمومًا على الأشخاص الأمريكيين الدخول في معاملات معهم».

يأتي ذلك فيما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان ايضا إن باريس ستتخذ قريبا جدا قرارا بفرض عقوبات على أفراد على صلة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وباتت العلاقات بين الرياض وحلفائها الغربيين تمر بأحلك الظروف خاصة ان جريمة الاغتيال القت بثقلها على مستقبل التعاون السعودي الغربي في عديد المجالات التجارية والمالية والعسكرية ...

عقوبات شكلية
واعتبر الباحث اللبناني في العلاقات الدولية د. محمد شمص ان العقوبات الامريكية على شخصيات سعودية لن تؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين باعتبار ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يتعامل مع السعودية من منطلق مالي واقتصادي ومصالح تجارية ، فكان واضحا ان الرئيس ترامب خلال الاشهر الماضية ردد في اكثر من مناسبة ان على السعودية ان تدفع ثمن امنها الاقليمي. واضاف محدثنا بالقول :»ما دامت السعودية تدفع وتضخ اموال النفط في البنوك الامريكية بالتالي ستحافظ امريكا على مصالحها مع المملكة العربية السعودية». واعتبر محدثنا ان العقوبات ستكون صورية او شكلية قد تطال بعض الافراد الذين تورطوا مباشرة في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي .وهؤلاء يتم التحقيق معهم وطلبت النيابة العامة باعدامهم وهناك خشية كبيرة من أنّ اعدام هؤلاء قد يطمس الادلة وبالتالي يمنع تحقيقا دوليا في هذا الموضوع . مضيفا :«اليوم هناك مطالبات اممية ودولية بتحقيق مستقل حول موضوع مقتل خاشقجي حتى لا يخرج المتورطون الحقيقيون من هذه الازمة».

وقال محدثنا :«دون ادنى شك ان هذه المجموعة الني نفذت عملية القتل والاغتيال انما اخذت اوامرها من قيادات عليا، فلا يعقل ان يقتل شخص بهذه الاهمية وبهذا الموقع وتربطه علاقات طيبة مع الاخوان المسلمين وسابقا مع قيادات النظام في السعودية . وبالتالي فان قتل مثل هذه الشخصية يحتاج الى قرار على مستوى القيادة. واليوم اصدار النيابة العامة قرارا بإعدام المتورطين ومنهم احمد العسيري نائب رئيس الاستخبارات هو محاولة يعتقد البعض انها لطمس الادلة ومنع التحقيق وافشال اية محاولة لتحقيق دولي لاحقا باعتبار ان هؤلاء هم شهود على هذه القضية» . وراى شمص ان العلاقات الامريكية السعودية ستبقى قوية ولن تتأثر مشيرا الى ان هناك حملات اعلامية من بعض وسائل الاعلام الامريكية مثل صحيفة «الواشنطن بوست» وغيرها من الصحف ستبقى تتحدث عن هذا الاجرام وهذه القضية».

العلاقات الخارجية
اما عن صورة المملكة العربية السعودية امام الرأي العام الغربي، فاجاب بالقول :«صورة الرياض تشوهت في العالم ولم تعد كما كانت عليه قبل مقتل خاشقجي وايضا صورة السعودية تغيرت بعد حربها على اليمن. هناك اليوم حرب تستمر في اليمن اكثر من ثلاث سنوات ونصف وهناك عشرات آلاف القتلى جلهم من الاطفال والنساء فضلا عن المجاعة والأمراض وأكثر من 14 مليون يمني بحسب منظمة الغذاء العالمي يعيشون حالة كارثة وهناك مجاعة حقيقية تهدد الشعب اليمني والمسؤول عن ذلك هي قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

اذن صورة المملكة تغيرت لدى الشعوب العربية والاسلامية ولدى الرأي العام الغربي والامريكي «. ورغم ذلك يشدد محدثنا على ان امريكا لن تتخلى عن السعودية ولن تطالب بتغيير الملك محمد بن سلمان الرجل النافذ والاول في المملكة . وبالتالي يمكن ان تحدث بعض الضغوط على بعض المؤسسات السعودية ولكنها لن تصل الى مستوى عداء او تغيير للنظام فهي عقوبات شكلية وصورية ولن ترقى الى مستوى العداء والعقوبات الامريكية ضد ايران مثلا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115