«واشنطن بوست» تنشر معلومات جديدة حول القضية: تداعيات قتل خاشقجي تلاحق ولي العهد السعودي وتعرقل سيره نحو العرش

تستمر تداعيات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بتركيا في الظهور الى العلن ، اذ كشفت صحيفة

الـ«واشنطن بوست» أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «السي آي إيه» توصّلت إلى أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي في تركيا. يُشار إلى أنّ اصابع الاتهام وُجّهت منذ اختفاء الصحفي خاشقجي الى وليّ العهد السعودي إلاّ أنّ البلاط الحاكم في الرياض نفى أيّ صلة له بهذه الجريمة .
وتأتي هذه المعلومات الجديدة والخطيرة التي تحدّثت عنها صحيفة «الواشنطن بوست» مغايرة لتفاصيل الجريمة التي أعلنتها السعودية يوم أمس الأوّل حيث أكدت النيابة العامة في الرياض ضلوع 5 أشخاص في القضية نافية اي صلة لولي العهد السعودي . وتبنّت المملكة العربية السعودية منذ اختفاء خاشقجي روايات متضاربة تراوحت في البداية بين مغادرته القنصلية وهو على قيد الحياة، لتعترف لاحقا بعد حملة من الضغوطات الدولية الشرسة عليها بأنه قُتل بطريقة بشعة جدا متهمة «عناصر خارج إطار صلاحياتهم» ونافية علمها بالمخطط.

ووفق ما أعلنته النيابة العامة السعودية امس الاول وجهت التهمة رسميا لنائب رئيس الاستخبارات العامّة أحمد العسيري وفريق يتكون من 15 شخصا بإعادة خاشقجي إلى السعودية «بالرضا أو بالقوة» وقد انتهى الأمر بمقتل الصحفي وتقطيع جثّته.

ويرى متابعون ان الاتهامات الموجهة لولي العهد السعودي ظهرت الى العلن بعد محاولات امريكية حثيثة لحماية حليفتها الأولى في الشرق الاوسط وهي الرياض. كما يؤكد متابعون ان عودة الجدل حول علاقة محمد بن سلمان بقضية خاشقجي على صلة بالضغوط الداخلية التي يتعرض لها الرئيس الامريكي دونالد ترامب خاصة بعد فشل حزبه في الحفاظ على مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

كما يرى متابعون ان الولايات المتحدة الامريكية قد تحاول الحفاظ على شعبية ترامب بإماطة اللثام عن تفاصيل قضية خاشقجي خصوصا بوجود ضغوط تركية كبيرة للكشف عن علاقة اطراف اخرى في مناصب سيادية -لم تسمها انقرة صراحة - على صلة بجريمة جمال خاشقجي وتعني بذلك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ويقارن مراقبون الوضع الذي يجد فيه ساكن البيت الابيض نفسه في هذه القضية بين موقف ترامب الحالي من بن سلمان وعلاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب الاتهامات التي وجهت لروسيا بالتدخل في نتائج الانتخابات الرئاسية، وكانت الجهات الرسمية كلها قد اتهمت بوتين بالتأثير على سير الانتخابات ولكن ترامب لا يزال حتى اليوم يدافع عن بوتين رغم توتر العلاقات بين البلدين بسبب قضايا اخرى شائكة .

بن سلمان بين حلم العرش وكابوس خاشقجي
وشهدت السعودية متغيرات حادة منذ اعلان تنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد بدءا بحرب الأجنحة التي يشهدها البلاط الملكي السّعودي منذ تولي الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز الحكم خلفا للملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، بالإضافة الى حملة الاعتقالات الاخيرة التي طالت رجال أعمال ومسؤولين سياسيين بارزين في البلاط الملكي ،اذ اعتبر متابعون انها تأتي لترسيخ جهود توريث الحكم لولي العهد محمد بن سلمان خلفا لوالده سلمان بن عبد العزيز ، مع العلم أن خطوات توسيع الصلاحيات وتهيئة الارضية لولي العهد بدأت منذ فترة طويلة تارة خلف الكواليس في دهاليز القصر الملكي وتارة أخرى بشكل مٌعلن من خلال عدة إجراءات تم اتخاذها .

ودفعت هذه الاوامر الملكية انذاك الى الواجهة ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان بعد ان كان وصوله الى اهم منصب سياسي في المملكة بعد منصب الملك ،كان في فترة زمنية وجيزة مع العلم ان محمد بن سلمان كان يبلغ من العمر انذاك 32 عاما فقط علاوة على محدودية تجربته السياسية.

ويشار الى انّ ولي العهد الجديد ، ظهر على السّاحة السياسية السعودية عقب تولي والده سلمان بن عبد العزيز الحكم بداية 2015 خلفا لأخيه غيرالشقيق عبد اله . وبرز محمد بن سلمان منذ سنتين في اروقة الساحة السياسية السعودية بعد توليه مهمة الاشراف على عاصفة «الحزم» في اليمن. إلاّ أنّ فشل العملية العسكريّة السعودية أجبرته على إيجاد وسيلة أقوى لإثبات نفسه وجدارته بالصعود في سلّم البلاط الملكي ليقدم منذ عام مضى رؤية السعودية الاقتصادية سنة 2030 والتي تخلّت فيها المملكة عن النّفط كمكوّن أوّل ورئيسي لاقتصادها.وكسب محمد بن سلمان انذاك ثقة العاهل السعودي وعدد من أجنحة الحكم السعودي ، إلا ان ذلك لم يلغ وجود معارضة داخليّة لهذا الصّعود الذي يحققه ولي ولي العهد السعودي السابق وولي العهد الحالي.

التطورات الاخيرة التي هزت المشهد السياسي اضيفت اليها قضية خاشقجي التي باتت بمثابة الكابوس الذي هدد بن سلمان وتزيد من تعقيد وصوله الى الحكم ولم لا الاطاحة به من ولاية العهد في ظل تنامي حدة الضغوطات الداخلية والخارجية المفروضة على البلاط الحاكم في السعودية ممّا يشكل تهديدا لمسار محمد بن سلمان نحو تولّي العرش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115