و الذي اعتمد لتنفيذ الخطة الأمنية برعاية الأمم المتحدة وذلك بعد ساعات من اختتام مؤتمر باليرمو في ايطاليا . وصمد الاتفاق الأمني لشهر واحد وعندما جاء مؤتمر باليرمو وانتهى ببيان يدعم السراج والترتيبات الأمنية وتبني خارطة طريق جديدة وتأجيل الانتخابات إلى ربيع 2019 ،الا ان قوة عسكرية في حجم اللواء السابع أدارت ظهرها لإرادة المجتمع الدولي تحت غطاء محاربة المليشيات وإنهاء تواجدها في المقرات الرسمية للدولة.
تطورات عسكرية تعكس رغبة الطرف الرافض لمخرجات مؤتمر ايطاليا والإجهاض على المبادرة الإيطالية، فما حدث ويحدث في طرابلس يراه شق من المراقيين متوقعا طالما إن مؤتمر باليرمو لم يحظ بدعم جميع الفرقاء، إذ إن القائد العام للجيش شارك على مضض ولم يكن متحمسا للمشاركة في المؤتمر. ويضيف هؤلاء المراقبون بانّ الأطراف المحلية العسكرية أو لنقل المسلحة مازالت بعيدة كثيرا عن الانخراط في مسار سياسي تفاوضي يفضي للحل السلمي للصراع. وان كل طرف يتربص بالآخر وينتظر الوقت المناسب ليجهض على كل بوادر انفراج وهذا ما يجري في العاصمة طرابلس.
معلوم بان المبعوث الاممي غسان سلامة هدد كل من يخترق الترتيبات الأمنية بالعقوبات الدولية غير أن اللواء السابع المعني بخرق الاتفاق الأمني يطالب بإخراج المليشيات من طرابلس ،ويؤكد التبعية لدفاع الوفاق . وفي الطرف المقابل نجد قوة الردع الخاصة وهي تتبع داخلية الوفاق والوزير الجديد للداخلية ليس سوى احد اهم قيادات مصراته .ومصراته لديها تحالف مع ترهونة والزنتان واللواء السابع من ترهونة .تشابك الصراع وتعقده يقود إلى حقيقة مفادها ان الوضع الأمني هش وغير مستدام على الإطلاق. معلوم أيضا أن الممثلين عن ترهونة سبق ان اعلنوا التزامهم بالاتفاق ودعمهم للترتيبات الأمنية في طرابلس .لكن الإشكال جاء بعد تعيين باشاغا من مصراته وزيرا للداخلية وانحيازه للمجموعات الموالية للإخوان وهذا اقلق ترهونة وقيادة اللواء السابع .
مابعد مؤتمر باليرمو
وتخشى قيادة اللواء السابع تغوّل مليشيات الإخوان سيما بعد انتهاء مؤتمر باليرمو الداعم للسراج أن يعود فجر ليبيا للسيطرة على مفاصل الدولة والعاصمة ويغيب التوازن المطلوب لذلك تقدم اللواء السابع وخرق الترتيبات الأمنية الهشة .وتعلم قيادة اللواء السابع بان الأمم المتحدة لا يمكنها فرض عقوبات عليها، وإنما ستكون هناك مفاوضات جديدة وخطة امنية جديدة لا تعرف تفاصيلها.
المحصلة ان ما حدث وما سوف يقع من تقويض للخطة الأمنية في طرابلس كان بديهيا بعد ملتقى باليرمو .فمن خلال العودة لسبب رفض حفتر الحضور لايطاليا نلاحظ إن السبب هو إقصاء قيادة الجيش من الترتيبات الأمنية وتعامل السراج ووزير داخلية ورئاسة أركان الوفاق مع المجموعات المسلحة ولم تستدع القيادة العامة للجيش وفق ما اتفق عليه في مؤتمر باريس .
محصلة ما يجري هو تجليات للصراع الفرنسي – الايطالي وإجهاض حلفاء على مخرجات مؤتمر باليرمو حتى لو جاءت هزيلة .أولا لتأكيد أهمية مخرجات مؤتمر باريس وثانيا لغلق الطريق نهائيا أمام إمكانية مساهمة ايطاليا في تنفيذ الخطة الأمنية الحالية.