في قطاع غزة في خلاف حاد مع حكومة الإحتلال التي يرأسها بنيامين نتانياهو. وتمثّل هذه الاستقالة شرخا واضحا في حكومة الكيان الصهيوني خاصة وأنّ قرار ليبرمان جاء بعد موافقة نتنياهو على اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة مع فصائل المقاومة ومن بينها حركة حماس وذلك بعد يومين من المواجهات العنيفة وغير المسبوقة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية .
ويرى متابعون أن الخطوة الأخيرة لوزير الحرب الاسرائيلي تعد بالفعل نصرا سياسيا وميدانيا لفصائل المقاومة الفلسطينية ومن بينها حركة حماس التي رحبت بالقرار معتبرة ذلك «اقرارا اسرائيليا بالفشل»، ومن المقرّر أن يصبح قرار ليبرمان ساريا بعد 48 ساعة على تقديمه الإستقالة المكتوبة ، ويؤكّد متابعون أنّ الخلاف الذي اندلع داخل حكومة الاحتلال أظهر للعيان عمق الشرخ بين وزراء الكيان الصهيوني خاصة بعد دعوة وزير الحرب المستقيل الى انتخابات مبكرة.
ويسود هدوء مشوب بالقلق قطاع غزة غداة الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية مع «إسرائيل» بجهود ووساطة مصرية ، فيما فشل مجلس الأمن في التوصل لأي اتفاق حول سبل تسوية الوضع في القطاع المحاصر.
تخبطّ وفشل «اسرائيلي»
في هذا السياق قال الاعلامي الفلسطيني معاذ العمور لـ«المغرب» أنّ المواجهات العنيفة في غزة نشبت إثر عملية فاشلة للقوات الاسرائيلية الخاصة داخل قطاع غزة مما استوجب ردا قويا من المقاومة، واضاف «ان الفلسطينيين ردوا بهجمات صاروخية ، ضربت حافلة كانت تقل جنودا إسرائيليين وأصيب اغلب جنود بجراح شديدة في القصف وقتل مسؤول القوة الاسرائيلية».
وتابع محدثنا أنّ «القوة الخاصة الاسرائيلية وقعت في كمين محكم نفذته كتائب القسام ، ثم حاولوا اختطاف الجندي إلاّ أن «اسرائيل» قامت بقصف المقاومين الذين حاولوا الوصول الى الجنود ، بالتالي عمليا اسرائيل هي من بدأت بفتح النار وهي من قامت بعملية استخباراتية داخل قطاع غزة لكنها فوجئت بردّ المقاومة التي اعدت العدة ثم قامت بعملية استهداف الجنود بطريقة محكمة جدا ودقيقة».
وأكد العمور ان غرفة عملية المقاومة ادارت هذه المعركة بتكتيك وأسلوب جديد ، حيث اخذت قدر الامكان اولوية الحفاظ على حياة الفلسطينيين كما ضربت العدو بكل قوة ايضا. واضاف العمور انه كان هناك اتفاق هدنة إلا أن «اسرائيل» اخلت به .وتابع «المقاومة بعد ذلك قامت باستهداف نقاط العدو من مسافة 20 كيلومتر ثم طورت ذلك ووصلت حد القصف من 30 كيلومتر، كما نوعت في الصواريخ المستخدمة ليكون الضرر اكبر ولاستهداف اكبر عدد ممكن من مواقع جيش الحرب».
واكد محدثنا ان «اسرائيل» وقعت تحت ضغط كبير وغير مسبوق خلال 24 ساعة من القصف ، باعتبار ان رد المقاومة كان عنيفا وقويا جدا مما سبب دمارا كبيرا على مستوى المباني والأرواح ايضا ، معتبرا ان «كثافة قصف المقاومة وقوته جعلت الجانب الاسرائيلي يرضخ ويطالب بهدنة لان الجمهور الاسرائيلي لا يستطيع تحمل كثافة وقوة النار بهذا الشكل بالتالي طالبوا بوقف اطلاق النار ، وفي هذا السياق ايضا وصل الى الاراضي المحتلة نائب مسؤول من الامم المتحدة وذلك بطلب من الجانب الاسرائيلي في محاولة لإقناع حماس بالعودة الى اتفاق الهدنة».
وبخصوص استقالة وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس قال العمور ان استقالة ليبرمان تعد شرخا عميقا في حكومة الاحتلال، نتيجة للفشل في تعامل الحكومة مع مايحصل في غزة معتبرا ان اتهامات ليبرمان لرئيس الحكومة بالخوف ليست خاطئة معتبرا ان نتنياهو فعلا خائف من الدخول في حرب بغزة .
بعد الاستقالة وعن تاثير هذه الاستقالة على المشهد الاسرائيلي قال محدثنا ان حكومة الاحتلال تتشكل من تحالفات مايجعل تأثيرات استقالة ليبرمان وأعضاء حزبه من الكنيست ضربة قوية ضد حكومة الاحتلال ، مشيرا الى ان «نتنياهو لا يستطيع مزاولة عمله لان الحكومة يجب ان تكون متكونة من اغلبية داخل الكنسيت وهو مالم يعد حاصلا بعد استقالة ليبرمان وأعضاء حزبه».
واضاف محدثنا ان هذا التخبط والفشل الداخلي يعني قرب سقوط حكومة نتيناهو ، مشيرا الى انه «من المتوقع ان يتم الاعلان عن انتخابات مبكرة لان «اسرائيل» لا تجازف بترك منصب بهذه الاهمية على راس وزارة الحرب شاغرا خصوصا بعد ان ضربت المقاومة فأوجعت».