لحل الازمة و التي تضررت كثيرا من استمرار العبث بالملف الليبي سواء من الفرقاء او الخارج .
مخرجات عكست وحرفيا تقريبا ما عرضه غسان سلامه في تقريره الاخير على مجلس الامن الدولي حول انتخابات ربيع 2019 والتي ابرز ما جاء فيها مؤتمر وطني شامل مطلع 2019 و دعم الترتيبات الأمنية.
وتجلت اخفاقات ايطاليا في حالة الارباك التي ادخلها حفتر، فهو الى اخر لحظة لم يقبل الحضور وعندما رفض حضور حفل العشاء ثم الجلوس إلى طاولة كان ضمنها رئيس الاعلى للدولة خالد المشري وفق مصادر من بنغازي فان سبب غضب قائد الجيش هو خرق اتفاق الترتيبات الامنية و ابعاد القيادة العامة عنه . وتتهم شخصيات داعمة للجيش الامم المتحدة بالانقلاب على ذلك الاتفاق و اقصاء القيادة العامة. اخفاق ايطاليا تجلى كذلك في تخصيص اغلب وقت المؤتمر لملف الاصلاح الاقتصادي حيث اشرفت مساعدة غسان سلامة على مباحثات اليوم الاول للمؤتمر و جددت دعم برنامج الاصلاح الاقتصادي في غياب بعض دول الجوار عن المؤتمر و نعني النيجر والسودان و هما الدولتان المؤثرتان جدا في معضلة الهجرة وتأمين الحدود مع ليبيا.
اخفاق ثالث يتمثل في غياب الاطراف الليبية عن المؤتمر الصحفي الختامي بما يذكر بان ليبيا تحت الوصاية . اما النجاحات فتمثلت في دعم سلطة السراج وإجهاض التقارب الذي حصل بين مجلس النواب ومجلس الدولة بعد الاتفاق على آلية تغيير الرئاسي –ايطاليا ضمنت ابقاء السراج مبدئيا الي ربيع 2019.
وعندما نقول دعم السراج فبصورة مباشرة دعم جماعة الاخوان فالسراج جاء بوزير داخلية من مصراته -وهي قلعة تنظيم الإخوان- والسراج يبدو أنه في طريقه لإعادة إحياء فجر ليبيا تحت غطاء تنفيذ الترتيبات الأمنية .
واللافت ان تركيا أظهرت موقفا ثابتا ومبدئيا تجاه إقصائها وقطر من قبل إيطاليا، من «اجتماع مصغر» على هامش مؤتمر «باليرمو» الدولي حول ليبيا، مراعاةً لموقف الجنرال الانقلابي خليفة حفتر ضد أنقرة والدوحة. وكانت تركيا من بين المدعوين لحضور المؤتمر الهادف إلى إيجاد صيغة توافقية بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، المدعوم دوليا، وخليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب في طبرق شرقي ليبيا.
وفي مؤتمر صحفي، أعرب كونتي عن حزنه لانسحاب تركيا من المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة «باليرمو».
وتبدو ليبيا مقبلة على تثبيت المشهد الراهن لفترة قادمة ومسكنات اوجاع الشعب ستكون من خلال انفراج ازمة السيولة وانخفاض بعض الاسعار .نجاح اخر خفي هو اعادة فتح باب التسجيل للناخبين وهذا امر خطير على نتائج الانتخابات خاصة جنوب البلاد اين يتواجد مئات الالاف من المهاجرين ويمكن منح الرقم الوطني لهذه الكتلة الانتخابية وترجّح كفة طرف على حساب اخر .مخرجات ومعطيات تؤكد بلا شك غياب الجدية والنية الصادقة في انهاء الصراع.