غزة وعدم احترامها للوساطات الخارجية للتهدئة ستٌخسر حكومة الاحتلال .وتابع محدثنا أنّ حكومة الاحتلال تمارس سياسة العصا والجزرة والمماطلة سواء مع القيادة السياسية الفلسطينية في رام الله او مع حركة حماس والمقاومة ـ وأضاف أن العقلية العدائية الاسرائيلية ومنطق القوة العسكرية الذي يحكم العقل السياسي لقيادة حكومة الاحتلال ، ورفضهم لفكرة الدولة الفلسطينية ، هي من بين الأسباب الكامنة وراء عمليّة التّصعيد العسكري ضدّ قطاع غزة .
لو تقدمون لنا قراءة في التطوّرات التي تشهدها غزة ، ماهي أسبابها وتداعياتها ؟
العقلية العدائية الاسرائيلية ومنطق القوة العسكرية الذي يحكم العقل السياسي لقيادة حكومة الاحتلال ، ورفضهم لفكرة الدولة الفلسطينية ، أسباب كامنة وراء عملية التصعيد العسكري ضدّ قطاع غزة ، حكومة الاحتلال تمارس سياسة العصا والجزرة والمماطلة سواء مع القيادة السياسية الفلسطينية في رام الله او مع حركة حماس والمقاومة، ظننا ان هذه السياسة هي التي تحقق لكيان اسرائيل البقاء والأمن وعدم تنفيذ اتفاقات السلام التي تفضي لدولة فلسطينية مستقلة في الضفة وغزة والقدس.
اضافة الى ان الاستخبارات الاسرائيلية لديها تقديرات ومعلومات عن تعاظم اخطار المقاومة وخلل في ميزان القوى سواء في الجبهة الشمالية عند حدود سوريا ولبنان بوجود حزب الله وقوات ايرانية ، الى جانب تنامي قوة المقاومة في غزة التي عملت على اعادة بناء قدراتها القتالية ، من هنا جاء قرار القصف والتصعيد ، لان العقلية الاسرائيلية ترى في التهدئة مع حماس في غزة هدفا مرحليا وليس استراتيجيا .
ومن خلال متابعتنا للحروب السابقة على غزة لمسنا ان قيادة جيش الاحتلال تعتمد اسلوب المفاجئة لاختبار قدرات المقاومة الفلسطينية ، كما حدث امس الاول شرق خان يونس ، عبر احداث صدمة ميدانية لدى المقاومة لاختراق قدرتها على الرد عبر السعي لاختطاف او اسر احد قادة القسام الميدانيين ، فجاء الاشتباك مختلفا عن التوقعات ، وان كافة المعطيات والنتائج لتلك العملية اثبتت ان المقاومة تعي كيفية التصدي لأي عدوان او ربما تعاملت معه بذكاء وحذر وتكتيك عالي وجدي ، ما فاجأ بنك المعلومات لدى الاستخبارات الاسرائيلية ، اضافة لخطوات اخرى كإطلاق عشرات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة.
كيف ترون مستقبل المشهد في غزة بعد هذا التصعيد ؟
لذلك فان السلوك العدائي الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة وعدم احترامها للوساطة القطرية والمصرية لإحداث التهدئة ستخسر حكومة الاحتلال عمقا اقليميا لم تحسن التعامل معه كما حدث في الحروب السابقة ، وانّ مطالبتها بالتهدئة دليل ضعف وارتباك وضعف في التّعاطي مع قوة المقاومة الفلسطينية في غزة ، وان فشل القوة العسكرية للاحتلال في تدمير البنية التحتية للمقاومة يعني فشل القدرات الاستخباراتية والميدانية الاسرائيلية .
هل سيعيد مايحصل اليوم في غزة القضية الفلسطينية الى دائرة الاهتمام الدولي؟
لاشك ان القضية الفلسطينية هي دائمة التواجد في الذهن العالمي والرأي العام العالمي لدية مشاعر من التعاطف والإسناد لحقوق الشعب الفلسطيني وان الدبلوماسية الفلسطينية نجحت في كسب مواقف مؤدية وداعة للقضية الفلسطينية ، اما استمرار العدوان على شعبنا بأحدث الاسلحة يعني مزيدا من المتعاطفين والداعمين لشعبنا وقضيتنا ، ومحاصرة لدولة الاحتلال في المحافل الدولية ، وسيزيد ذلك من ارادة شعبنا في ممارسة كافة اشكال النضال لإجهاض المشروع الاستيطاني ومحاولات تدمير الدولة المستقلة.
هل نحن امام الحرب اذن ؟
الحرب بين الشعب الفلسطيني والاحتلال مستمرة ولم تتوقف وتأخذ اشكالا مختلفة في المقاومة والتصدي وآيا كانت مدة وزمن الحرب إلا انها حرب سواء ارادها الاحتلال محدودة الاهداف او شاملة ، لكنني استبعد دخول الاحتلال في حرب مفتوحة في غزة ، اولا تجنبا لأي حراك شعبي فلسطيني قد يرى فيةه المحتل خطرا على الكتل البشرية في المستوطنات خاصة في الضفة ، وثانيا عدم استقرار الوضع الامني على الحدود الشمالية لوجود قوات ايرانية على الاراضي السورية وايضا حزب الله ، وكذلك رفض المجتمع الدولي لأي عدوان قد يقوض محاولات وجهود السلام.