مؤتمرات حول ليبيا اذا لم يلتزم فرقاء الصراع بتنفيذ ما سيتمخض عنه خاصة بشأن اجراء انتخابات نزيهة وأضاف في حديثه لـ «المغرب» ان الحل في ليبيا يكمن في القضاء على المليشيات ونزع سلاحها بالقوة ..داعيا المبعوث الأممي غسان سلامة الى ايجاد طريقة اممية لنزع السلاح والقضاء على هذه المليشيات اضافة الى اجراء انتخابات عامة بعد تأمين المناخ الأمني .
• كيف هو الوضع في ليبيا اليوم ؟
يعتبر الوضع في ليبيا احد المآسي التي خلفها مايسمى بـ «الربيع العربي» الكارثي. فقد كانت ليبيا منذ سبتمبر 1969 تحت حكم ديكتاتوري مطلق لمدة اثنين واربعين عاما بدد فيها معمر القذافي ثروات الشعب وافسد فيها التعليم وأمم الثروة العقارية وقضى على كل انواع الصناعة وخلق زمرة من العابثين والمرتزقة الذين اذاقوا الشعب كل ويلات الظلم والهوان. ولما قرر الغرب التخلص من حكم معمر القذافي الذي أصبح يهدد مصالحه بخلق ما اسماه بالدينار الافريقي بدلا من الدولار الأمريكي او اليورو الاوربي وأصبح في حالة نفسية سيئة غير مؤهل للحكم، قررت امريكا وفرنسا التخلص منه واغتنم الشعب تبعا لذلك هذه الفرصة وتكاتف للتخلص منه ايضا. ولم يكن مخططا البديل الشرعي لحكم القذافي فكانت الإطاحة به دون تخطيط مستقبلي. وهكذا دخلت ليبيا في مستنقع الفوضى العارمة رغم بعض المحاولات لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
ويتلخص الوضع الحالي في فوضى سياسية عارمة وتمزق إداري شامل. ففي ليبيا اليوم حكومتان تتبع احداهما الشرق الليبي ويتحكم فيها مجلس نيابي انتخب وانتهت مدته ولكنه بقي في الحكم دون رادع من أحد وفي حماية جيش سمي بالجيش الوطني تحت قيادة المشير خليفة حفتر. وحكومة أخرى في الغرب الليبي وهذه الحكومة سميت بحكومة الوفاق انبثقت عما يسمى بالاتفاق السياسي الذي وضع قواعده ممثل الأمم المتحدة «رونالدوا برناندينو» وتمت الموافقة عليه من بعض الأطراف الحاضرين والذين يمثلون المؤتمر الوطني الذي انتهت مدته هو الآخر، عقب انتخاب المجلس النيابي، واشخاص من المجلس النيابي. ومجلس آخر سمي بمجلس الدولة وهو يمثل المؤتمر الوطني الذي انتهت مدته كما سبق القول. ونتيجة لذلك دخلت ليبيا في الفوضى العارمة بقيادة هذه الأجسام السلطوية وبحماية المليشيات التي تمولها كافة هذه الأجسام. كما انبثقت أجسام أخرى تابعة لهذه الأجسام وهي مليشيات المال والنفط.وهكذا اصبح هؤلاء جميعا ضد أي حل سياسي يعيد الأمور الى نصابها لإستفادتهم من هذا الوضع الفوضوي حماية لمصالحهم.
• ما تقييمكم لدور الدول الأجنبية؟
ولغياب كامل السلطات الشرعية اصبح المجال مفتوحا للدول الأجنبية وأصبحت ترعى مصالحها عن طريق المليشيات من جهة والحكومات التي خلقتها من جهة أخرى. فأصبحت تركيا وقطر تمولان الاسلام السياسي ممثلا في المليشيات التابعة للاخوان المسلمين وجبهة النصرة وانصار الشريعة والصادق الغرياني المفتي السابق. وحكومات اجنبية أخرى تمول الجيش الوطني الليبي كجمهورية مصر والأمارات المتحدة وروسيا. ودول أخرى وتركيا التي تمول مدينة مصراتة التي تعتبر اقوى المدن نتيجة السلاح التي استولت عليه اثناء الثورة بالإضافة الى دعم ايطاليا لها. اما فرنسا وهي الدولة التي تنافس ايطاليا في ليبيا فهي تميل الى تأييد الجيش الليبي في الشرق الليبي. اما بريطانيا فهي كعادتها تؤيد في الخفاء الاسلام السياسي. وبالرغم من الموقف غير المعلن لأمريكا فهي غير مكترثة في الوقت الحالي بقضية ليبيا لانشغالها بمشاكل أخرى مثل ايران وكوريا الشمالية وروسيا والوضع في سوريا والإتحاد الأوروبي. ولعل انسياب النفط الليبي لشركاتها يجعلها في غير عجلة من أمرها.
• ما هي تطلعاتكم من مؤتمر باليرمو؟
لقد سبق هذا المؤتمر مؤتمر باريس الذي تقرر فيه اجراء إنتخابات في السادس عشر من شهر ديسمبر المقبل. ونظرا للظروف الأمنية السائدة والتي لا تسمح بإجراء انتخابات في جو آمن يتيح للناخب والمرشح وسلامة صناديق الانتخاب السلام والأمن. ولم يتم شئ مما تقرر ولا شك ان مؤتمر باليرمو سيلقى نفس المصير إذا لم يتحقق ما جاء سابقا في هذه الدراسة السابق الإشارة اليها.
• وكيف ترون افق الحل في ليبيا؟
إن الحل في ليبيا يكمن في:
أولا: القضاء على المليشيات أساسا ونزع سلاحها بالقوة ويقتضي ذلك صدور قرار من مجلس الأمن، وذلك يتطلب موافقة الدول الخمس الكبرى صاحبة الفيتو.
ثانيا: قيام المبعوث الأممي غسان سلامة بايجاد طريقة اممية لنزع السلاح والقضاء على هذه المليشيات بدعوة الشرطة والجيش القديمين وهم خريجو كليات الشرطة والكليات العسكرية والذين ما زالوا مقيدين في الشرطة وغير مفعلين وتدريبهم وتسليحهم لمدة لا تتجاوز ستة اشهر ودعمهم داخليا ودوليا.
ثالثا: اجراء انتخابات عامة بعد تأمين المناخ الأمني لإجراء هذه الانتخابات وتسليم السلطة لهم بعد حل كافة الأجسام السلطوية الموازية..