قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد شري في حوار لـ«المغرب» أنّ ضغط الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية تفرض على جميع الاطراف اللبنانية التنازل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الفرقاء .واعتبر انّ طبيعة المحاصصة الطائفية والسياسية في لبنان تعد من اهم العقبات التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة .
• ماهي العقبات التي تحول الى الان دون تشكيل الحكومة اللبنانية؟
العقبات في تشكيل الحكومة في لبنان تقليدية بفعل طبيعة المحاصصة الطائفية والسياسية وإرادة كل فريق تعزيز حصته ومكاسبه وسبق لتشكيل بعض الحكومات أن احتاجت لعشرة أشهر هذا فضلا عن التدخلات الخارجية ، لكن واضح ان الجميع يشعر بضغط الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تفرض على الجميع التنازل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الاطراف.
• كيف ترون تأثيرات الأزمة السورية على الداخل اللبناني ؟
سوريا تمثل شريان حياة للبنان على كل المستويات وما يجري فيها يؤثر مباشرة على الاوضاع في لبنان، واستقرار سوريا ضرورة ومصلحة لبنانية أساسية وهي بوابة لبنان البرية الوحيدة على العالم وتزداد أهمية هذا الاستقرار في لبنان في ظل وجود النازحين السوريين بهذه الأعداء الكبيرة .فالمصالح اللبنانية مع سوريا لا تنحصر بمجال معين بل مصالح استراتيجية أمنية واجتماعيّة وسياسية واقتصادية ولا بديل عنها بحكم التاريخ والجغرافيا.
• ماهي توقعاتكم بخصوص مستقبل المشهد السوري وتأثيراته على المنطقة ككل؟
مستقبل سوريا بات واضح المعالم بعد هزيمة الإرهاب بكل تلاوينه واستعادة الدولة في سوريا سيطرتها على معظم الأراضي والمعابر الحدودية ، وبالتالي فلا مجال لمشاريع التقسيم ولا مجال للحركات الارهابية والدولة ماضية في تكريس سيطرتها على كل أراضيها سلما إن كان متاحا أو حربا إذا تعذر الحل السياسي.
• لاحظنا في الاونة الاخيرة تطبيعا عربيا مع الكيان الصهيوني، ماتعلقيكم على ذلك؟
التطبيع العلني مع العدو الإسرائيلي مؤشر على مدى الانحطاط والخضوع للتعليمات الأمريكية وتدل أن ما قاله ويردده دونالد ترامب عن دول الخليج والسعودية، وأنها عبارة عن بقرة حلوب وأنها محميات امريكية لا تملك من أمرها شيئا صحيح لكني أعتقد ان هذه الأنظمة لم تكن يوما في خدمة القضية الفلسطينية بل كانت عنصر ضغط وعنصر إفساد وفتنة وانكشاف حقيقتها يزيل كل الأوهام بشأنها ويجعل الفلسطينيين أمام خيار واحد واضح وهو الصمود والمقاومة وتحديد العدو من الصديق.
• ما تعليقكم على ثورات الربيع العربي وهل من الممكن ان تصل رياحه الى دول الخليج في ظل هذا التخبط ؟
ما سمي بالربيع العربي ستصل رياحه إلى دول الخليج وتحديدا من السعودية التي انكفأت أمام العالم بعد جريمة قتل جمال الخاشقجي وبعد جرائم الحرب في اليمن وما عاد العالم قادرا على تحملها. مشروع الفوضى الأمريكي للمنطقة لم ينته بعد والسعودية هي الهدف المقبل لها بالمقابل محور المقاومة اثبت انه صامد ويزداد قوة وحضورا فالعالم لا يحترم إلاّ الأقوياء والقوة لا قيمة لها إذا كانت مستعارة أو مستأجرة كما هو حال دول الخليج.