لبنان في مواجهة عقبات تشكيل الحكومة

يعيش لبنان مجددا على وقع أزمة جديدة مرتبطة بالأساس بتشكيل الحكومة اللبنانية

وذلك بعد اكثر من خمسة اشهر من الانتخابات البرلمانية والتي افرزت مشهدا سياسيا جديدا يتصدره حزب الله وحلفاؤه ...فبعد ان حلت امس عقبة التمثيل المسيحي وذلك بعد تسوية الخلافات المتعلقة بشأنه مع حزب القوات اللبنانية وهو احد اهم التشكيلات السياسية في الشارع المسيحي ، تأتي عقبة التمثيل السني
اذ هناك اصرار من قبل حزب الله على تمثيل احد حلفائه السنة في الحكومة ..ويبدو ان المناخ السياسي يلعب لصالح الحزب بعد النجاح الذي حصده خلال الانتخابات الاخيرة مقابل خسارة الحريري اكثر من ثلث مقاعده في البرلمان...
ويبدو لبنان في وقت احوج ما يكون الى تأليف حكومة جديدة في خضم وضع اقتصادي وسياسي مترد ..وفي ظل وضع اقليمي مرتبك..

في هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سعد الياس انه كان من المتوقع أن تتشكّل الحكومة في مهلة أقصاها يوم الاربعاء الذي يصادف الذكرى السنوية الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون ، إلآ أنه مع مرور هذه الذكرى لم يعد هناك من تحفيز للإسراع في تأليف الحكومة خصوصاً أن عقدة تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة هي عقدة لا يعترف بوجودها الرئيس المكلف سعد الحريري وليس في وارد التنازل عن وزير سنّي من حصته لتمثيل هؤلاء النواب الذين هم حلفاء لحزب الله والنظام السوري.

والسؤال المطروح هو لماذا يشدّد حزب الله على تمثيل سنّة 8 آذار ؟ هل لتلوين كتلته الشيعية ؟ ام محاولة إفقاد رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر الثلث المعطّل في الحكومة اذا وافق الرئيس عون على تمثيل هؤلاء السنّة من حصته؟ أم أن هناك معطيات خارجية ينتظرها حزب الله أو يراهن عليها قبل إعطاء الضوء الاخضر للحكومة لتبصر النور؟ يجيب محدثنا بالقول :«حتى الآن يمتنع حزب الله عن تسليم لائحة وزرائه الى الرئيس المكلف رافعاً مقولة « لا حكومة من دون تمثيل سنّة 8 آذار»، ويبدو أنه كان يتلظى وراء عقدة تمثيل القوات اللبنانية للقول إن التعطيل يأتي من غيرنا وليس منا، أما وقد حُلّت عقدة القوات فقد برزت العقدة الحقيقية وتنامت الشكوك حول وجود دور خارجي وراء اصرار حزب الله على تمثيل هؤلاء النواب السنّة الآتين من خارج تيار المستقبل».

ولا يستبعد محدثنا أن يكون حزب الله يربط بين موقفه وبين موضوع العقوبات على ايران وعلى كوادره حيث برز تصريح للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس يحذّر فيه من ان «حزب الله» قادر على جرّ لبنان إلى الحرب»، داعياً إلى نزع سلاحه، ومشيراً إلى أن «حزب الله» هو أشد الميليشيات تسلحاً في لبنان وإن تعزيز ترسانته العسكرية، يطرح تحدياً خطيراً لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها وبسط سلطتها تماماً على أراضيها»، معيداً طرح قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي دعا إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها «.وتابع بالقول :»هناك ايضاً من يعتقد بأن حزب الله يراهن على إنكفاء سعودي بعد ظهور قضية مقتل جمال خاشقجي وأنه ينتظر تثبيت الانتصار في سوريا لصالحه ولصالح النظام السوري ليمارس في الداخل اللبناني نفوذه وهيمنته».

كل هذه الامور تشير الى أن العقدة التي تؤخر تأليف الحكومة حالياً لا تشبه باقي العقد ، وبحسب محدثنا فهي تنمّ عن محاولة لكسر الرئيس المكلف سعد الحريري الذي لم يعد بإستطاعته التضحية أكثر مما فعل، ويرىالباحث اللبناني ان التسوية السياسية بات مهددة في ظل الظرف الراهن والتعقيدات التي تمنع ولادة الحكومة الجديدة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115